ياسر محمد- حرية برس:
تصاعدت حدة الاحتجاجات الشعبية ضد ميليشيا “قسد” في محافظة دير الزور ذات الأغلبية العربية والتي تسيطر عليها “قسد” بعد طرد تنظيم “داعش” منها، وفي الوقت نفسه تحاول ميليشيات إيران التمدد في المحافظة الغنية بالنفط من خلال شراء عقارات ووضع اليد على مبانٍ ومؤسسات مهجورة.
وقالت رويترز ومواقع محلية، أمس الأحد، إن السكان العرب في محافظة دير الزور صعدوا احتجاجاتهم ضد ميليشيا “قسد” التي تسيطر على المحافظة الغنية بالنفط بعد انتزاع السيطرة عليها من تنظيم “داعش”.
وكانت المظاهرات قد بدأت قبل خمسة أيام ضد حكم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في سلسلة بلدات من البصيرة إلى الشحيل، في حزام استراتيجي للنفط في قلب أراضٍ تسكنها عشائر عربية إلى الشرق من نهر الفرات.
وأحرق المحتجون إطارات على امتداد طريق سريع من دير الزور إلى الحسكة تستخدمه شاحنات النفط، في تجارة مربحة سيطرت عليها “قسد” بعد هزيمة “داعش” هناك في أواخر 2017، ويتهم السكان وفصائل المعارضة ميليشيا “قسد” بتهريب النفط إلى مناطق النظام الذي يعاني أزمة وقود خانقة أدت لشلل شبه كامل في قطاعات حيوية بمناطق سيطرته.
وبحسب موقع “دير الزور24” فإن مظاهرة في بلدة الطيانة، أمس، طالبت بوقف تعامل “قسد” مع النظام، ومنع تصدير النفط والغاز إليه، وتحسين الواقع المعيشي في ريف دير الزور.
كما رفع المتظاهرون لافتات طالبوا خلالها بإطلاق سراح المعتقلين لدى قسد، والعمل على توفير المشتقات النفطية لأبناء دير الزور.
وتعاملت “قسد” مع عموم المظاهرات التي شملت المحافظة بقوة مفرطة، إذ أطلقت الرصاص الحي والغاز على المتظاهرين.
في الوقت نفسه، وفي إشارة إلى تصاعد الصراع على المحافظة الغنية بالنفط، نفذت الميليشيات الإيرانية، خلال الأيام القليلة الماضية، حملة واسعة للاستيلاء على منازل المدنيين في مدينة دير الزور وبعض المدن والبلدات في الأرياف القريبة، الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد.
وقالت شبكة “دير الزور24” الإخبارية المحلية، إن الحملة الأخيرة تركزت في المدن الكبيرة، مثل مركز مدينة دير الزور، ومدينتي البوكمال والميادين، بريف المحافظة الشرقي.
واستولت الميليشيات الإيرانية خلال الحملة، على بعض المقرات الأمنية المهجورة والمديريات الحكومية، فضلاً عن الأبنية والمنازل السكنية.
وتستميت إيران وميليشياتها للسيطرة على المنطقة المحورية لها، ليس فقط لغناها بالنفط، بل لأنها تشكل ممراً حتمياً لإيران إلى دمشق واللاذقية وبيروت، وهي محطة أساسية في طريق طهران- بغداد- دمشق الذي تعمل أنظمة الدول الثلاث على إنشائه.
إلا أن الوجود الإيراني في المحافظة، والذي يحظى بدعم من نظام الأسد وتغاضٍ من ميليشيات “قسد” يصطدم بإرادة أميركية مصممة على إنهائه.
وفي هذا الشأن، قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، اليوم الاثنين، إن إيران بدأت بإخلاء مواقعها في محافظة دير الزور، وذلك بعد أن حلَّقت طائرة مجهولة في سماء المنطقة مدة نصف ساعة.
وأفادت الصحيفة نقلاً عن عن مصادر محلية، بأن طائرة مجهولة حلَّقت في سماء المنطقة لنحو 30 دقيقة، وأثناء ذلك أخلت القوات الإيرانية مقرها الرئيس في دير الزور أمس.
ويتزامن خبر الصحيفة، مع تقارير إعلامية محلية تفيد بأن الميليشيات الإيرانية المتواجدة في دير الزور وأريافها، استولت خلال الأيام القليلة الماضية، على عشرات المنازل والأبنية السكنية والمبانِ الحكومية السابقة.
ويوم أمس، قتل ثلاثة عناصر من ميليشيا “الحشد الشعبي العراقي” الممول من إيران وجرح عناصر آخرون، نتيجة إنفجار لغم أرضي بسيارتهم في منطقة “الثلاثات” ببادية مدينة البوكمال.
وفي تقرير لها نهاية الشهر الفائت، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية إن طهران تتحرك لتوطيد نفوذها طويل الأمد في سوريا من خلال نشر التشيّع في بعض المناطق السورية، خصوصاً محافظة دير الزور، وتلجأ إيران إلى تقديم “مساعدات إنسانية” للسكان، وتجنيد الشبان منهم في ميليشياتها مقابل امتيازات وراتب شهري يبلغ 200 دولار أميركي.
إلا أن الولايات المتحدة ودولة الاحتلال “إسرائيل” ودولاً إقليمية وأوربية يصرون على طرد إيران نهائياً من سوريا، وإعادتها إلى داخل حدودها، وهو الهدف المعلن للعقوبات الأميركية الأخيرة على طهران، والتي قصمت الاقتصاد الإيراني، وشلت أيضاً اقتصاد حليفه “الأسد” المتهالك.
Sorry Comments are closed