خفّضت سلطات سريلانكا بشكل كبير، أمس الخميس، حصيلة ضحايا اعتداءات الفصح الأحد الماضي إلى 253 بدلاً من 359، موضحة أن عدداً من الجثث كان قد احتسب أكثر من مرة.
وفي توضيحها للأسباب التي أدت إلى خفض الحصيلة، قالت وزارة الصحة إن “عدداً من الضحايا تعرّض لتشويه كبير، وأن بعض الجثث احتسبت أكثر من مرة”، وأكدت التوصّل إلى الحصيلة الأخيرة بعد إنجاز أعمال التشريح والتأكد من عيّنات الحمض النووي.
وأقرت كولومبو بـ”تقصير” في المجال الأمني لأن السلطات عجزت عن منع وقوع حمام الدم رغم أنها كانت تملك معلومات مهمة قبل حصوله.
وفي سياق آخر، صرح رئيس سريلانكا “مايثريبالا سيريسينا”، اليوم الجمعة، أن شرطة البلاد تبحث عن 140 مشبوهاً مرتبطين بتنظيم “داعش” الإرهابي، وذلك على خلفية تفجيرات ما أطلق عليه الأحد الدامي.
وأكد “سيريسينا” للصحفيين أن بعض الشبان السريلانكيين كانوا متورطين مع التنظيم منذ عام 2013، وأضاف أن كبار قادة الجيش والشرطة لم يشاركوه المعلومات حول الهجمات الوشيكة بعد أن تلقوا تحذيرات بهذا الخصوص من الدول الصديقة.
وألقى “سيريسينا” اللوم على حكومة رئيس الوزراء “رانيل ويكرمسينغ”؛ لإضعافها نظام الاستخبارات بسبب التركيز على ملاحقة الضباط العسكريين على خلفية ارتكابهم جرائم حرب خلال الحرب الأهلية الطويلة مع الانفصاليين “التاميل” التي انتهت قبل 10 سنوات.
وكانت مذكرة تحذيرية تستند إلى معلومات نقلتها “وكالة استخبارات أجنبية” وعممت على أجهزة الشرطة قبل 15 يوماَ، قد كشفت أن “جماعة التوحيد الوطنية” كانت تخطط للاعتداءات ولم ييبلغ رئيس الحكومة ولا كبار الوزراء بها.
وأوقفت الشرطة ليل الأربعاء 16 شخصاً جديداً على ذمة التحقيق، ما يرفع عدد الموقوفين إلى 74 منذ الأحد، فيما نشر الجيش آلاف الجنود الإضافيين لدعم قوات الشرطة في عمليات مطاردة المشبوهين، وزادت القوات البرية عدد جنودها للمشاركة في هذه العملية من 1300 إلى 6300 وأرسل سلاحا الجو والبحرية 2000 عنصر.
ومنعت السلطات استخدام الطائرات المسيّرة، وأرجأت الحكومة ستة أشهر العمل بقرار كان سيدخل حيّز التنفيذ في الأول من مايو المقبل، ويسمح لرعايا 39 دولة بدخول البلاد من دون تأشيرة، بينها دول في الاتحاد الأوروبي وأستراليا والولايات المتحدة، فيما يشارك فريق من مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي في التحقيق.
وكانت “داعش” قد استهدف في سلسلة هجمات تبناها عدداً من الكنائس والفنادق في سريلانكا في عيد الفصح الأحد الماضي، ما أسفر عن مقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم أجانب.
عذراً التعليقات مغلقة