“أبو علي المصري” رجل يوثق وفيات “كرناز”

فريق التحرير23 أبريل 2019آخر تحديث :
“أبو علي المصري” من بلدة كرناز في ريف حماة – عدسة: وليد أبو همام

وليد أبو همام – حماة – حرية برس:

من دكانه الصغير قرب المسجد في بلدة “كرناز” في ريف حماة، كان “أبو علي المصري” يبيع آخر ما يرتديه الإنسان قبل رحيله عن الدنيا، ولأن مهنته تتعلق بالموت فقد كان ينادي في المسجد على أسماء المتوفين في البلدة، حتى يعلم الجميع بوفاتهم.

اقتصر عمل “أبو علي” على تلك الأشياء، حتى جاء ذلك اليوم الذي ألبس والده من الثياب التي يبيعها بسبب حادث سير، ومنذ ذلك اليوم من عام 1985 أصبح يوثق كل وفاة تحدث في البلدة، وما زال حتى الآن يتابع عمله.

يعتمد “أبو علي” على الكتابة بخط يده، ولا يحبذ الوسائل الحديثة لأنه يجد في الكتابة متعة أكبر كما أنه لا يثق بهذه الوسائل، وخاصة أنها معرضة للأعطال، ولأنه حمل على عاتقه هذه المهمة التي نادراً ما نجد أشخاصاً يقومون بها فقد أصبح هو المرجع الأول لكل الأهالي لمعرفة تاريخ وفاة أي شخص من البلدة.

وعندما كانت الوفيات قليلة ولأسباب طبيعية قبل بدء الثورة، كان يكتفي بتوثيق الوفاة مع التاريخ فقط، ولكنه الآن صار يوثق كل وفاة مع سببها؛ نتيجة العدد الكبير من الشهداء، وأصبح المجلس المحلي في “كرناز” يعتمد عليه في مساعدة الناس الراغبين في الحصول على وثائق للوفيات.

يحتفظ “أبو علي” بكل السجلات التي دوّنها وينقلها معه حيث نحط به الرحال بعد أن هُجر من بلدته، ويعد نفسه مسؤولاً عن هذا الأمر.

ورغم أن عمل “أبو علي” مرتبط بالموت فإنه يجد فيه متعة كبيرة، فهو يرى أن الموت كالولادة كلاهما مرحلتان يجب على الإنسان تخطيهما، وإذا كنا نوثق ولادة شخص ونفرح بقدومه إلى هذه الدنيا فالأولى أن نوثق رحيله عن الدنيا، وخاصة أن غايته هي خدمة الناس، وكما يقول فإنه “يكفيه دعاء الناس له وللموتى بالرحمة”.

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل