حرية برس- ترجمة زينة الحمصي:
تناولت صحيفة “نيويورك تايمز” قصة مواطنة أسترالية تدعى “كارين نتلتون”، سافرت إلى مخيم الهول في شمال شرق سوريا لإنقاذ أحفادها الذين اصطحبهم والداهما معها من العاصمة الأسترالية “سيدني” إلى سوريا في عام 2014 للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
تتابع الصحفية “ليفيا ألبيك ريبكا” رواية القصة، وتصف كيف قامت “نتلتون” بثلاثة رحلات إلى الشرق الأوسط منذ عام 2016 لإحضار أحفادها الذين ماتت أمهم ابنة “بنتلتون” في المشفى في سوريا في عام 2015، وانضمّ والدهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وسحبت الجنسية الأسترالية منه، وقُتل في نهاية المطاف.
وصلت الجدة “نتلتون” إلى المخيم في أواخر شهر آذار/ مارس في العام الجاري، واستطاعت التعرّف إلى حفيدتها “هدى شروف” التي تبلغ 16 عاماً، بعد أن رفعت النقاب عن وجهها واحتضنت جدتها باكية مرددة “من المؤكد أني أحلم”، وقالت “نتلتون” لحفيدتها في لقطات بثتها الإذاعة الاسترالية “Four Corners” التي رافقت السيدة “نتلتون” إلى المخيم: “أعدك أنك لن تستقيظي من هذا الحلم”. وبعد أن التأم شمل “نتلتون” وأحفادها، أصبحت متورطة في تشابك بيروقراطي بين السلطات الكردية ومسؤولي الحكومة الأسترالية، الذين رغم نيتهم المساعدة، لم يأت أحد منهم بخطة أو جدول زمني للقيام بذلك.
وبحسب تقرير صادر في عام 2018 عن المركز الدولي لدراسة التطرّف في جامعة “King’s College London”، غادر أكثر من 200 مواطن أسترالي، بينهم 70 قاصراً، البلاد للالتحاق بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية. وفي حين قُتل معظمهم، يُعتقد أنّ عشرات منهم ما زالوا في مخيمات النازحين في سوريا.
يتزايد الضغط على الحكومة الأسترالية للتصرّف في هذا الشأن، كما يطلق بعض الأفراد حملات من أجل أطفال عائلة “شرّوف” على وجه الخصوص. وقد أصبحت قضية أطفال “شروف” لعبة كرة قدم سياسية في الفترة التي تسبق الانتخابات الأسترالية في 18 مايو/ أيّار، حيث قلّل رئيس الوزراء “سكوت موريسون” من احتمال إعادتهم إلى بلادهم ورفض إرسال أستراليين إلى سوريا للقيام بذلك.
وقد قالت “نيتلتون” يوم السبت، عبر الهاتف من العاصمة التركية أنقرة، “يجب أن يعلم الآخرون أنّ أحفادي مجرد أطفال عاديين”.
لقد سلّطت قصة السيدة “نتلتون” الضوء على محنة الأطفال الذين اصطحبهم أهلهم من دون رغبة منهم للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية، ويعاني بعضهم الآن من التشرّد في المخيمات. كما أنّ عائلة “شرّوف” هي واحدة من بين مئات العائلات التي تضم أطفالاً وأرامل ومقاتلين في تنظيم الدولة الإسلامية، ينحدرون من دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وهولندا، حيث تواجه هذه البلدان حالياً مسألة ما إذا كان ينبغي إعادة مواطنيها وكيفية سحب الجنسية منهم إذا لزم الأمر.
وقد أعلن المسؤولون في “كوسوفو” يوم السبت أنّهم نقلوا 110 من مواطنيهم جواً من سوريا، بما فيهم نساء وأطفال وأربعة رجال يُشتبه في كونهم مقاتلين جهاديين، وذلك بمساعدة الولايات المتحدة.
وتنتظر “نيتلتون” منذ أقل من أسبوع في “أنقرة” أخباراً من الحكومة الأسترالية. وقالت إن الأطفال لم يختاروا الذهاب إلى سوريا، مضيفةً أنّ الأسرة منفتحة على برامج إعادة الإدماج أو إزالة التطرف إذا رأت الحكومة أنها ضرورية.
وفي هذا الصدد، قال زعيم المعارضة السياسية الأسترالية، “بيل شورتين”، أنّه ينبغي السماح للأطفال بالعودة إلى ديارهم بدلاً من أن يصبحوا “خطراً جانبياً”.
قالت “نيتلتون” إنّها تعتقد أن الحكومة الأسترالية كانت صادقة في جهودها في مساعدة أسرتها، لكنّها شعرت بالأسى لعدم وجود إجابات من السفارة في “أنقرة”، التي زارتها الأسبوع الماضي.
وقال محاميها، “روبرت فان آلاست”، إنّه يعتقد أنّ الحكومة توقفت عن استرضاء أنصارها اليمنيين قبل الانتخابات، وأنّ ست عائلات أخرى على الأقل اتصلت به للمساعدة في الأسابيع الأخيرة.
Sorry Comments are closed