اصطدم المجلس العسكري الانتقالي الحاكم مع قوى المعارضة في السودان، اليوم الإثنين، إذ اشتدت الخلافات بشأن المطالبات بحكم مدني بعد مرور أكثر من عشرة أيام على إطاحة الرئيس عمر البشير.
وكان المجلس العسكري الانتقالي قد ندد في وقت سابق من اليوم بغلق المحتجين الطرق، واتهمهم بتقييد حركة المواطنين، في تلميح إلى آلاف المحتجين الذين يعتصمون خارج وزارة الدفاع، ويغلقون بعض الطرق خارج المجمع الواقع في وسط الخرطوم.
وفي هذا الصدد، قال المجلس في بيان أصدره اليوم: “من غير المقبول ممارسة بعض الشباب دور الشرطة والأجهزة الأمنية في تخط واضح للقوانين واللوائح”، مشيراً بذلك إلى الشبان الذين يفتشون المحتجين المشاركين في الاعتصام.
وقد جرى تبادل اتهامات وتهديدات بين المجلس العسكري والمعارضة منذ يوم الأحد، إذ قال تجمع المهنيين السودانيين، المنظم الرئيس للاحتجاجات، إنه سيعلق المحادثات مع المجلس.
وتصر المعارضة بقيادة قوى إعلان الحرية والتغيير التي تضم تجمع المهنيين السودانيين، على تسليم السلطة إلى المدنيين سريعاً، فيما يدعو تجمع المهنيين السودانيين أيضاً إلى تغييرات واسعة لإنهاء القمع العنيف للمعارضة، وتطهير البلاد من الفساد والمحسوبية، وتخفيف أزمة اقتصادية تفاقمت في السنوات الأخيرة من حكم البشير الذي استمر 30 عاماً.
من جانبه، أعلن الحزب الاتحادي الديمقراطي، بقيادة “محمد عثمان الميرغني”، الذي شارك في الحكومة المنحلة، اليوم الإثنين، رفضه المشاركة في الحكومة التي تعتزم “قوى الحرية والتغيير” تشكيلها في السودان.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده نائب رئيس الحزب، “جعفر الميرغني”، في العاصمة الخرطوم، شدد فيه على ضرورة تفكيك دولة الحزب الواحد لمصلحة دولة وطنية، ودعا إلى إحياء دولة المؤسسات وإصلاح أجهزة الدولة وتطوير الخدمة المدنية بأسرع ما يمكن.
وكان المجلس العسكري بقيادة “عبد الفتاح البرهان” قد أصدر سلسلة قرارات تلبية لبعض المطالب، ومنها اعتقال البشير في سجن “كوبر” شديد الحراسة بعد أن كان محتجزاً في المقر الرئاسي، واعتقال قادة كبار من أعضاء حزب المؤتمر الوطني، إضافة إلى إعلانه عن سلسلة إجراءات لمكافحة الفساد.
وأعلن “البرهان” للتلفزيون الرسمي، يوم أمس الأحد، أن تشكيل مجلس عسكري مدني مشترك قيد الدراسة، مشيراً إلى أن الموضوع مطروح للنقاش ولم تتبلور الرؤية حوله حتى الآن.
ويواصل المحتجون اعتصامهم خارج المجمع الذي يضم وزارة الدفاع ومقر إقامة الرئيس، منذ إطاحة الجيش البشير في 11 نيسان/ أبريل، وتظاهروا بأعداد كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية بقيادة تجمع المهنيين السودانيين.
يُذكر أن دولتي السعودية والإمارات أعلنتا، أمس الأحد، موافقتهما على تقديم حزمة مشتركة من المساعدات إلى السودان بحجم ثلاثة مليارات دولار، في خطوة تمثل طوق نجاة للقادة العسكريين.
عذراً التعليقات مغلقة