فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:
في أحد زوايا المعرض الذي يحتوي على أكثر من 20 ألف كتاب، الذي نظمته وزارة الثقافة الفلسطينية في مركز “رشاد الشوا” الثقافي وسط مدينة غزة، يوجد العديد من القصص والروايات الأدبية والثقافية الجميلة التي تجمع بين الواقع والخيال، إلى جانب العديد من الكتب الدينية والفلسفية والسياسية وغيرها في داخل المعرض.
لكن الملفتُ لزائر ذلك المكان، وجود أول رواية فلسطينية في التاريخ بالقرن العشرين التي حملت اسم “الوارث”، كتبها الروائي الفلسطيني “خليل بيدس” عام 1920، حيث فقدت تلك الرواية بعد النكبة عام 1948، بسبب الأحداث التي مرت بها فلسطين وتم العثور عليها قبل 63 عاماً.
ويقول مدير عام المكتبات الثقافية في بلدية غزة عماد صيام في حديثه لحرية برس، إن” تلك الرواية التاريخية القديمة تتحدث عن صورة اليهود من خلال قصة حب بين شاب عربي وفتاة يهودية كانت تعمل في مهنة التمثيل قد تركته بعد أن حصلت منه على كل ما يملك من المال، من خلال توريطه في ديون كثيرة عبر شبكة من التجار اليهود الذين كانوا يأخذون الربا على كل معاملة مالية”.
ويضيف صيام، أنها تناولت الجانب السياسي الذي يلامس واقع القضية الفلسطينية آنذاك وما يحاك حولها من المؤامرات خلال فترة الحكم العثماني، من خلال الحديث عن الحرب العالمية في ذلك الوقت.
وولد الكاتب والروائي الفلسطيني خليل بيدس عام 1874 في مدينة الناصرة، ويعد الروائي الأول في فلسطين، وقد ذاع صيته في المشرق العربي آنذاك، حيث كان يقوم بترجمة المقالات والأعمال الأدبية من اللغة الغربية إلى اللغة العربية، ويقوم بنشرها في مجلة النفائس التي صدرت في حيفا عام 1908، ناهيك أن تلك الكتب الأدبية والمقالات المترجمة كانت وسيلة الاتصال بين فلسطين والحركة الثقافية العالمية مع بداية القرن العشرين الماضي.
تزييف الحقائق
من جهته قال وكيل وزارة الثقافة الفلسطينية في غزة “أنور البرعاوي” في حديثه لحرية برس: إن ” هذا المعرض يأتي في إطار تعزيز الجهود للارتقاء بالثقافة الوطنية الفلسطينية، وتفعيل دورها التنموي لخدمة المجتمع الفلسطيني، وصناعة أجيال ناشئة واعية محصنة ثقافياً وأدبياً قادرة على إفشال مخططات الاحتلال، الذي يسعى جاهداً إلى تزييف الحقائق والوعي الوطني ونشر الأكاذيب على القضية الفلسطينية”.
ويأمل البرعاوي، أن يكون هذا المعرض دولياً تشارك فيه دور نشر عربية ودولية، لكسر الحصار الجائر على قطاع غزة، الذي يعد الحصار الثقافي أخطر أشكاله، لكن الظروف حالت دون قيام ذلك.
ويحتوي المعرض المقام في غزة وحمل اسم “غزة هاشم” على أكثر من 20 ألف كتاب في العديد من المجالات والتخصصات العلمية والثقافية والأدبية والدينية المتنوعة.
Sorry Comments are closed