في مؤشر على تراجع مستوى الحريات الصحفية حول العالم أكدت سيلفي أرينس-أوربانيك، رئيسة فريق الاتصال بمنظمة “مراسلون بلاحدود” إن مناخ عمل الصحفيين عرف تدهوراً في جميع أنحاء العالم وإن هذا الوضع يمثل مناخ خوف، في ظل حالة التحريض اللفظي المتزايد ضد الصحفيين، وهي ظاهرة عالمية، ولكنها ازدادت بشكل خاص في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية”، داعية إلى الحرص أكثر على عدم استمرار مثل هذا الاتجاه السلبي في البلدان التي تتمتع بحرية صحافة جيدة.
تراجع واضح في حالة حرية الصحافة عبر العالم رصدته قائمة مؤشر حرية الصحافة التي تصدرها منظمة “مراسلون بلا حدود”، حيث أحصت هذا العام 2019 اثنين وعشرين اعتداءاً جسدياً على صحفيين في ألمانيا العام الماضي، وعن هذا تقول أوربانيك “لا نزال نتذكر المظاهرات في مدينة كيمنيتس على سبيل المثال، حيث تعرض الصحفيون لاعتداءات لفظية وجسدية أيضاً على نطاق واسع، وكانت مثلاً عن طريق كسر الكاميرا”. وخلال إجراء التقييم الذي يتضمن استبياناً مفصلاً بالإضافة إلى بيانات حول مثل هذه الاعتداءات على الصحفيين، سجلت ألمانيا مرة أخرى تراجعاً نسبياً.
وحسب تقرير المؤشر لهذا العام فقد تراجعت النمسا خمسة مراكز إلى المركز السادس عشر، وذلك بسبب وجود حزب الحرية النمساوي اليميني الشعبوي FPÖ في الحكومة، الذي يمارس ضغوطاً على الصحفيين هناك. في سبتمبر/ أيلول الماضي، أصدرت وزارة الداخلية، التي يتولى حقيبتها زعيم حزب الحرية النمساوي، هربرت كيكل، تعليمات تقضي بتقليص التواصل مع بعض وسائل الإعلام المنتقدة للحكومة. ولا يختلف الوضع كثيراً في هنغاريا، التي تراجعت أربعة عشر مركزاً واحتلت هذا العام المرتبة الـ 87. وكانت بلغاريا الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي، التي حصلت على تصنيف أسوأ من هنغاريا باحتلالها المرتبة الـ 111.
الاحتجاز والقتل
في مالطا، لم يطرأ أي تقدم في التحقيق حول قضية مقتل الصحفية والناشطة المالطية ضد قضايا الفساد العام، دافني كاروانا غاليزيا، التي اغتيلت في أكتوبر/ تشرين الأول 2017. كما كانت سلوفاكيا مسرحاً لقتل صحفي في فبراير/ شباط عام 2018، وهو المراسل يان كوتشياك وخطيبته مارتينا كوسنروفا. حصل المحققون على اعتراف بالقتل، وهناك ثلاثة مشتبه بهم آخرين رهن الاحتجاز، بمن فيهم رجل أعمال متنفذ، كشف الصحفي كوتشياك عن ممارساته المريبة. غير أن سيلفي أرينس أوربانك، من منظمة “مراسلون بلا حدود” لا ترى هذه المتابعة كافية، وتقول “الأمور لا تسير على ما يرام”. وتضيف “نحن غير راضين عن متابعة القضية بهذا الشكل”.
أما أسوأ تراجع في حرية الصحافة بـ 33 مركزاً، فقد سُجل في جمهورية أفريقيا الوسطى هذا العام، وفي هذا السياق تقول أوربانيك “منذ نهاية الحرب الأهلية، كانت البلاد خالية من القانون إلى حد كبير” وتضيف “من الصعب على الصحفيين المحليين العمل لأنهم بالكاد يتمتعون بالحماية”. وكان اغتيال ثلاثة صحفيين روس عاملاً سلبياً في التصنيف، حيث تراجعت البلاد الآن إلى المرتبة 145.
الدول العربية تتذيل القائمة وتونس تواصل تقدمها
وفيما تراجعت المملكة العربية السعودية ثلاثة مراكز في مؤشر حرية الصحافة لتأتي هذا العام في المركز رقم 172، واصلت تونس تصدر قائمة الدول العربية في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2019، وحققت هذا العام قفزة ملحوظة حيت تقدمت بخمسة وعشرين مركزاً لتحتل المركز الـ 72. وجاء ترتيب الدول العربية على اللائحة، التي ضمت 180 بلداً على النحو التالي:
المرتبة: 94 موريتانيا
المرتبة: 101 لبنان
المرتبة: 108 الكويت
المرتبة: 128 قطر
المرتبة: 130 الأردن
المرتبة: 132 عمان
المرتبة: 133 الامارات العربية المتحدة
المرتبة: 135 المغرب
المرتبة: 137 الأراضي الفلسطينية
المرتبة: 139 جنوب السودان
المرتبة: 141 الجزائر
المرتبة: 156 العراق
المرتبة: 162 ليبيا
المرتبة: 163 مصر
المرتبة: 167 البحرين
المرتبة: 168 اليمن
المرتبة: 172 المملكة العربية السعودية
المرتبة: 174 سوريا
المرتبة: 175 السودان
عذراً التعليقات مغلقة