مصطفى أبو عرب – حماة – حرية برس:
تراجعت تربية النحل في ريف حماة خلال السنوات الماضية بشكل كبير بسبب الحرب التي تشنها قوات الأسد بدعم من روسيا وإيران وقلة الأدوية اللازمة للخلايا وضعف سوق التصريف، الأمر الذي أجبر الكثير من المربين العزوف عن هذه المهنة التي عملوا بها لسنوات طويلة، رغم أنها تعتبر مصدر دخل وحيد للكثير منهم.
“عبد الله الخالد” أحد مربي النحل في بلدة كفرنبودة شمالي حماة لـ”حرية برس” قال “أعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 25 سنة وورثتها عن والدي، كنت أقتني 70 خلية انقلها من مكان لآخر، بحثاً عن أماكن الرعي، وفي عام 2013 تعرضت الخلايا لشظايا من قذيفة دبابة في قرية جسر بيت الراس الأمر الذي أدى لتعطل أغلب الخلايا ولم يبقى عندي سوى 13 خلية”.
وأضاف الخالد “لم يعد بإمكاني البحث عن أماكن رعي مناسبة، خاصة في فصل الربيع الذي يتغذى على أزهاره النحل، وذلك بسبب قصف قوات الأسد المستمر على مناطق ريف حماة، وخوفاً على بقية الخلايا التي تعتبر مصدر الرزق الوحيد المتبقي لعائلتي”.
وأشار “الخالد” إلى أن “سعر كيلو العسل الصافي وصل هذا العام إلى سبعة آلاف ليرة سورية أي ما يعادل 14 دولار أمريكي، الأمر الذي أدى لقلة الطلب عليه، من قبل التجار والأهالي، وبالتالي آثر سلباً علينا حيث نجد صعوبة في التصريف، إضافة إلى صعوبات عديدة نواجهها في تأمين مستلزمات الرعاية الصحية للنحل”.
بدوره قال المهندس الزراعي “أنس الحسين” أنّ “الأدوية المخصصة للنحل ارتفع ثمنها بشكل كبير حيث ارتفع سعر الدواء قرابة 6 أضعاف، خاصةً الأدوية التي تصل من مناطق سيطرة قوات الأسد، وهناك أدوية فُقدت من الأسواق، كما أن أغلب المواد اللازمة للنحل والخلايا مستوردة من خارج البلاد وهذا ما لا يتناسب مع المربين، لأن خلية النحل لم تعد تنتج مثل السابق، ولم يعد النحل يتكاثر ويشكِّل خلايا، نظراً للتغيرات المناخيّة التي طرأت على الطقس في هذا العام”.
الجدير بالذكر أن الكثير من المهن باتت على وشك الاندثار (تربية النحل، تربية المواشي) نتيجة قصف قوات الأسد مناطق ريفي حماة الشمالي والغربي، ونتيجةً لنزوح الأهالي الأمر الذي أجبر الكثير منهم العزوف عن هذه المهنة وتركها.
عذراً التعليقات مغلقة