حرية برس:
قتل 35 شخصاً على الأقل منذ الرابع من نيسان/ أبريل، عند بدء هجوم قوات المشير “خليفة حفتر”، الضابط السابق في جيش معمر القذافي، نحو العاصمة الليبية بحسب حصيلة جديدة أصدرتها حكومة الوفاق الوطني، فيما تتكثف الدعوات الدولية لوقف الهجوم.
وتحدث وزير الصحة في طرابلس ’’أحميد عمر‘‘ عبر قناة ’’ليبيا الأحرار‘‘ التلفزيونية عن وجود مدنيين بين الضحايا من دون أن يحدد عددهم، مشيراً إلى إصابة أربعين شخصاً بجروح أيضاً.
وتشهد العاصمة طرابلس منذ عدة أيام اشتباكات عنيفة في عدد من المحاور حول العاصمة طرابلس بين الكتائب والقوات الموالية للمجلس الرئاسي وقوات الجيش الوطني التابعة لمجلس النواب.
وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، بات مطار طرابلس الدولي الواقع جنوبي العاصمة الليبية ’’حائراً‘‘ بين قوات حكومة ’’الوفاق‘‘ المعترف بها دولياً وقوات اللواء المتقاعد “خليفة حفتر” الذي يقود الجيش في الشرق.
وتدور معارك السيطرة على المطار بين الجانبين على شكل ’’كر وفر‘‘، ما يفسر تبادل الطرفين إعلان السيطرة على المطار، الذي يعد بالنسبة إلى قوات “حفتر” محطة استراتيجية للانطلاق نحو العاصمة طرابلس، رغم كونه لا يعمل حالياً.
وتبادلت، حكومة ’’الوفاق‘‘ وقوات “حفتر”، اليوم الإثنين، كما هو الحال خلال الأيام الماضية، إعلان السيطرة على مطار طرابلس، إذ قال ’’أحمد المسماري‘‘ المتحدث باسم قوات “حفتر”، في بيان، إن مطار طرابلس الدولي تحت سيطرتهم بشكل كامل.
وجاء تعليق “المسماري” بعد نحو ساعتين من تأكيد مصدر عسكري تابع لحكومة “الوفاق” الليبية، إن قواتهم بسطت سيطرتها على مطار طرابلس الدولي، اليوم.
وفي وقت سابق من اليوم، قصف طيران تابع لقوات ’’حفتر‘‘ مطار “معيتيقة” الذي يبعد 11 كم عن قلب العاصمة طرابلس، وهو القصف الأول من نوعه منذ بدء تلك القوات عملية للسيطرة على طرابلس، التي تديرها حكومة ’’الوفاق‘‘.
من جانبها، نقلت وكالة ’’رويترز‘‘ عن شهود، اليوم الاثنين، إن قوات الجيش الوطني الليبي فقدت السيطرة على مطار طرابلس الدولي السابق.
وقالت الوكالة إن قوات متحالفة مع حكومة طرابلس شوهدت داخل المطار، بينما اشتدت اشتباكات مع قوات الشرق إلى الجنوب من المطار.
وأعلنت قوات حكومة “الوفاق” الليبية تعرض مطار “معيتيقة” الدولي في العاصمة طرابلس لقصف جوي من جانب قوات الجيش الليبي بقيادة المشير “خليفة حفتر”.
وقالت القوات، في بيان، اليوم الإثنين، إن ’’الطيران الانقلابي المتمرد يقصف مطار معيتيقة الدولي مهدداً سلامة حركة الطيران المدني، ومعرضاً حياة المدنيين الآمنين في العاصمة إلى الخطر‘‘.
من جهة أخرى، دعا رئيس المجلس الأعلى للدولة، “خالد المشري”، إلى تفعيل أمر القبض على قائد الجيش الليبي، المشير “خليفة حفتر”، بسبب ما وصفه ’’بالانقلاب‘‘، منادياً بضرورة وقف التعاون مع أي دولة تتواصل معه.
وقال “المشري” في لقاء تلفزيوني، ’’نؤكد ضرورة اتخاذ قرارات من حكومة الوفاق مثل تفعيل القرارات السابقة التي اتخذتها الحكومة المؤقتة في حينها في طرابلس والمؤتمر الوطني بشأن القبض على الانقلابي خليفة حفتر الذي اعلن انقلاباً متلفزاً‘‘، مضيفاً ’’وتفعيل أمر القبض عليه في جميع الدوائر الرسمية.. ومنع التعامل مع أي دولة تتعامل مع هذا الانقلابي‘‘.
كما طلب “المشري” تعميم أن التعامل مع قادة الانقلاب “يلحق بهم نفس التهمة‘‘، موضحاً أن ’’المجلس الأعلى للدولة الليبية تابع موقف الحكومة الشرعية وهي المعترف بها، ونؤكد دعمنا التام لهذه الشرعية‘‘.
كما أكد استعداد المجلس للتعاون مع مجلس النواب، وقال ’’مستعدون للتعاون مع مجلس النواب وهو جسم شرعي كالمجلس الرئاسي والمجلس الأعلى للدولة ويمكن أن يجري من خلالهم تعديل المجلس الرئاسي وتنفيذ الإصلاحات وتغيير القيادات‘‘.
وذكر “المشري” قائلاً: ’’أدعو مجلس النواب لتحكيم المصلحة الوطنية، والالتقاء بالمجلس الأعلى للاتفاق على قانون ينهي حالة الانقسام والذهاب لانتخابات عاجلة‘‘، معرباً عن رفض ما سماه ’’استيلاء حفتر على السلطة بالقوة‘‘.
بدوره، دعا الاتحاد الاوروبي، اليوم الإثنين، المشير “خليفة حفتر” إلى وقف هجومه على طرابلس والعودة إلى طاولة المفاوضات، لتجنب دخول ليبيا في حرب أهلية.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، ’’فيديريكا موغيريني‘‘، إثر اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد في لوكمسبورغ، ’’وجهت دعوة حازمة جداً إلى كل القادة الليبيين، وخصوصاً إلى حفتر، لوقف العمليات العسكرية والعودة الى طاولة المفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة‘‘.
وأضاف الوزيرة ’’لم نتخذ أي قرار، لكن كان هناك إجماع واضح على الدعوة إلى وقف العمليات العسكرية في ليبيا‘‘.
وأوضحت “موغيريني” أن تلك الدعوة موجهة خصوصاً إلى “حفتر”، رجل الشرق القوي، متسائلةً ’’إن لم يكن حفتر، فمن الذي شنّ هجوماً؟‘‘، مؤكدةً أن ’’مواقف الدول الأعضاء كانت متوحدة للغاية‘‘.
وذكرت أنه ’’في السابق كانت هناك انقسامات ووجهات نظر مختلفة، لكن هذه المرة أدركت الدول جميعها ضرورة أن يظهر الاتحاد الأوروبي متحداً حينما يبدي اللاعبون الإقليميون قناعةً أقل بدعم عملية الأمم المتحدة للسلام‘‘.
والخميس الفائت، أطلق حفتر عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس، بالتزامن مع تحضيرات الأمم المتحدة، لعقد مؤتمر للحوار في مدينة غدامس الليبية، بين 14 و16 أبريل/نيسان الجاري، ضمن خريطة طريق أممية لحل النزاع في البلد العربي الغني بالنفط.
وانطلقت العملية من 3 محاور، الأول من الجنوب الشرقي للعاصمة عبر مدينتي سرت وبني وليد، والثاني عبر مدينتي الأصابعة وغريان، والأخير عبر مدينتي صبراتة وصرمان، غرب العاصمة.
وبعد أن تمكنت قوات حفتر من دخول مدن صبراتة وصرمان والأصابغة وغريان دون قتال باتفاق مع السكان حقناً للدماء، تعثرت عند البوابة الأمنية 27، بين مدينتي الزاوية وجنزور، حيث أُسر عشرات من عناصرها.
وتدور الاشتباكات حالياً على محورين رئيسين جنوبي العاصمة، الأول مطار طرابلس الدولي والثاني في منطقتي عين زارا ووادي الربيع، وسط كر وفر من الجانبين.
وأعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها على آلاف حوصروا داخل مراكز احتجاز في مناطق القتال في ”وضع إنساني يتدهور بسرعة“.
ودعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى إلى هدنة ووقف تقدم قوات “حفتر” والعودة إلى المفاوضات.
ومنذ 2011، تشهد ليبيا صراعاً على الشرعية والسلطة يتمركز حالياً بين حكومة الوفاق المعترف بها دولياً، في طرابلس، وقوات “حفتر”، المدعومة من مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.
عذراً التعليقات مغلقة