قالت مجموعة “سي.إن.إيه كورب” للأبحاث، إنه سيكون من الأصعب على كل من الولايات المتحدة وروسيا استكشاف نوايا كل منهما الأخرى إن انتهت معاهدتهما الوحيدة للحد من الأسلحة النووية المنشورة، ما سيعطي كلاً منهما الحافز لتوسيع ترسانته.
وأضافت المجموعة، في دراسة نشرتها أمس الإثنين، أن انتهاء اتفاق “نيو ستارت” قد يقوض معاهدة “الحد من انتشار الأسلحة النووية” التي تدعو الدول المسلحة نووياً مثل من الولايات المتحدة وروسيا والصين إلى نزع السلاح النووي وضبط النفس.
وبحسب وكالة “رويترز”، فإن الدراسة التي أجرتها المجموعة هي أهم بحث شامل معلن حتى اليوم لعواقب انقضاء معاهدة “نيو ستارت”، مشيرة إلى أن دراسة “سي.إن.إيه كورب” تحث على تمديد العمل بالمعاهدة المبرمة عام 2011، التي ينتهي أجلها في فبراير/ شباط 2021، مع امكانية تمديدها خمس سنوات أخرى إن اتفق الجانبان.
وتتناقش الإدارة الأمريكية إمكان تمديد الاتفاق الذي وصفه الرئيس “دونالد ترامب” بأنه “اتفاق سيء”، على الرغم من معارضة مستشار الأمن القومي “جون بولتون” فترة طويلة، في حين أبدت روسيا استعدادها لتمديد “نيو ستارت”، مشترطة أنها تريد أولاً مناقشة ما تراه انتهاكاتٍ من جانب الولايات المتحدة.
وفي السياق نفسه، قال “ترامب” إن بلاده ستنسحب هذا الصيف من معاهدة تسلح أخرى (القوى النووية متوسطة المدى)، المبرمة عام 1987، ما لم تكف روسيا عن انتهاكاتها؛ الأمر الذي زاد توتر العلاقات، وهو ما تنفيه موسكو.
وتلزم معاهدة “نيو ستارت” كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بخفض رؤوسهما النووية الاستراتيجية المنشورة؛ بحيث لا تزيد عن 1550 رأساً، وهو أقل مستوى منذ عقود، وبالحد من أنظمة الإطلاق سواء كانت أنظمة صواريخ على الأرض أو على غواصات أو قاذفات مزودة بأسلحة نووية.
وتشمل إجراءات شفافية شديدة تلزم كل طرف بالسماح للآخر بتنفيذ عشر عمليات تفتيش لمواقع نووية استراتيجية كل عام، والإبلاغ عن خروج الصواريخ الجديدة التي تشملها المعاهدة من مصانعها قبل حدوث ذلك بثماني وأربعين ساعة، والإخطار بأي عملية إطلاق صواريخ باليستية قبل حدوثها.
كما تنص المعاهدة على إعلان الجانبين عن رؤوسهما النووية الاستراتيجية المنشورة ومركبات وأجهزة الإطلاق، بالإضافة إلى عرض تفصيلي عن عدد كل نوع في كل قاعدة.
ووفقاً للدراسة، ربما كان منع الانتشار النووي العالمي أحد ضحايا انتهاء أمد المعاهدة، إذ ستتشكك الدول غير النووية أن الولايات المتحدة وروسيا ستظلان تعملان في اتجاه تقييد التسلح النووي بموجب معاهدة “الحد من انتشار الأسلحة النووية”، حيث لا يمكن التكهن بكيفية رد فعل الصين التي تملك نحو 280 رأساً نووياً، التي تدفعها انتهاء معاهدة “نيو ستارت” إلى توسيع قدرتها.
وتوصي الدراسة الولايات المتحدة وروسيا باتخاذ خطوات لتخفيف أثر انتهاء المعاهدة، من بينها الالتزام طوعاً بالقيود التي تنص عليها ومواصلة المشاركة في البيانات والمعلومات، كما توصي أن تقترح واشنطن تبادل المعلومات الخاصة بالأسلحة النووية بشكل سنوي وفتح حوار مع الصين.
عذراً التعليقات مغلقة