في الوقت الذي نفت فيه مصادر رسمية في الرئاسة التركية الأنباء المتداولة حول زيارة العماد “علي حبيب” وزير الدفاع الأسبق في نظام الأسد، إلى أنقرة من أجل الترتيب لمجلس عسكري انتقالي وفق ما نقله موقع “أورينت نت” عما أسماه “مصادر رسمية في الرئاسة التركية”. تتفاعل الأنباء الواردة من عواصم القرار المعنية بالملف السوري حول احتمال حصول اتفاق إقليمي دولي على تأسيس مجلس عسكري في سورية، يترأسه إما وزير الدفاع الأسبق في النظام السوري، العماد علي حبيب، أو الضابط المنشق، مناف طلاس، مع ترجيح كفة الأول.
وكان “العربي الجديد” قد كشف عن وجود اتصالات جدية بين واشنطن وموسكو، تشترك فيها باريس وأنقرة حول اقتراح تأسيس مجلس عسكري يترأسه إما حبيب أو طلاس، لتكون ولايته من تسعة أشهر تسبق المرحلة الانتقالية.
هذه المرحلة، من المفترض أن تهيّئ البلاد لانتخابات برلمانية ورئاسية ودستور جديد سرّبت بنوده المكتوبة من قبل المسؤولين الروس، ورفضت القيادة السورية عدداً كبيراً من هذه البنود.
غير أن الحوار الروسي الأميركي حول المجلس العسكري العتيد لا يزال في بداياته، إذ إن الأميركيين مصرون على أن تكون القيادة لهم، بحسب مصادر سورية مطلعة على أجواء الاتصالات التي تشترك فيها عواصم إقليمية وغربية.
وتتزامن هذه الأنباء مع توجه وزير الخارجية الأميركية جون كيري إلى موسكو غداً الخميس، حيث يلتقي نظيره سيرغي لافروف والرئيس فلاديمير بوتين، وسط معطيات تفيد بقرب حصول اتفاق عسكري ينص على أن تزوّد الإدارة الأميركية السلطات الروسية بمعلومات استخبارية “حساسة” للقضاء على تنظيمات تتصدرها “جبهة النصرة” (بالإضافة طبعاً إلى “داعش”)، وهو ما يحتمل أن يطاول أيضاً فصائل معارضة مثل “جيش الإسلام” و”أحرار الشام”، في مقابل ضغط الإدارة الروسية على رئيس النظام بشار الأسد ليوافق على التخلي عن منصبه وعلى الانتقال السياسي في مدة زمنية يتم الاتفاق حولها، قد تكون من ستة أشهر.
وكانت صحيفة العربي الجديد أوردت أنباء عن تحرك دولي يمهد لبدء مرحلة انتقالية من مرحلتين، يقودها مجلس عسكري في المرحلة الأولى، ثم هيئة حكم مشتركة بين شخصيات من المعارضة وأخرى من النظام، وفق مصادر مطلعة.
وتأمل المعارضة أن يكون لأنقرة تأثير على موسكو لتغيير مواقفها من الملف السوري، وتوجيه الدعم للشعب السوري بدلاً من بشار الأسد، وفق ما أوضح رئيس وفد المعارضة المفاوض، أسعد الزعبي، في حديث مع “العربي الجديد”، مشيراً إلى أن التقارب بين تركيا وروسيا “لا يروق لبشار الأسد”، متوقعاً أن يصب هذا الأمر في صالح المعارضة.
* بتصرف عن “العربي الجديد”
عذراً التعليقات مغلقة