بعد التسريبات الأخيرة لصور أقرب ما تكون إلى إذلال لشخصية بشار الأسد والموالين له، عبر إظهاره موظفاً لدى بوتين، عزا كثيرون القصد من هذه الصور إلى وضعه في موقف محرج أمام من يعتبرونه رمزاً، والهدف الأكبر تذكيره بفضائل الروس عليه، وفي كثير من المواقف كان بشار الأسد يعد نفسه صاحب النصر الذي لم يحققه حتى اللحظة، وإن افترضنا جدلاً أنه تقدم في كثير من الأراضي السورية، لكن الفضل كان للروس الذين اعترفوا مراراً وتكراراً أنه لولا تدخلهم لكان نظام الأسد قد سقط.
وعقب الإهانات كلها التي وجهها الروس إن كان بالصور أو بالتصريحات على العلن، التي أظهرته بلا سيادة وكشفت اللثام عن وجهه الذي يتغنى به هو ومن والاه، عبر نشر حجة المقاومة والممانعة التي أظهرت مدى رعونته، وفي رد فعل على الصور المسربة عمداً، قام بشار الأسد بزيارة غير معلنة سابقاً إلى إيران حملت مدلولات كثيرة، حيث كانت الزيارة بقصد تقديم الولاء والطاعة لولاية الفقيه، خصوصاً عندما التقى الخامنئي، فهو لم يزر إيران إلا بأمر منها لأنها متأكدة ومتيقنة أن روسيا على اتفاق مع إسرائيل على إزاحتها من الملف السوري.
وكثيراً ما جرى الحديث عن هذا الأمر في اللقاءات السرية والعلنية لمسؤولين روس وإسرائيليين، تم فيها التأكيد على ضرورة خروج القوات الإيرانية من سوريا، ولأن روسيا على خلاف، قد يكون غامضاً في الوقت الحالي، فقد أمرت الأسد بهذه الزيارة لإحراج الروس أمام إسرائيل أولاً، ولتبعث رسالة إلى روسيا مفادها أنها الآمر الناهي في ظل حكم الأسد، الأمر الذي أزعج روسيا لأنها غير مستعدة لمخالفة أوامر إسرائيل؛ صاحبة الدور الأكبر في المحافظة على حكم الأسد الذي كان حامياً لحدودها طوال أربعين عاماً.
لكن المقابل الذي دفعه للحفاظ على نظامه كان إبعاد الإيرانيين، ولربما قدمت روسيا وعداً لإسرائيل بهذا الشأن، والأرجح أن بشار الأسد كان قد وافق على هذا الشرط لأنه كان مجبراً على تقديم الطاعة مقابل بقائه في سدة الحكم، وكانت موافقته مجرد كذبة تكشفت بعد مساعدة الروس له، الذين كان لهم الفضل ومن ورائهم إسرائيل في بقائه متسيداً.
عذراً التعليقات مغلقة