جهاد الحداد إسماعيل- القاهرة- حرية برس:
يقوم الجيش المصري بعمليات عسكرية واسعة في سيناء، منذ قرابة عام، بهدف “مكافحة الإرهاب” كما يزعم، أسفرت حتى الآن عن مقتل مئات المسلحين وعناصر من قوات الجيش والشرطة، بحسب إحصاءات الجيش.
ومازال الغموض يكتنف عمليات “سيناء 2019” وتدور الشكوك حولها، خاصة وأنها تجاوزت المدة المقررة لها، المحددة بشهرين، لتمتد على مدى أكثر من عام كامل، من دون تحديد موعد انتهائها.
وأشار شهود عيان تحدثوا إلى “حرية برس”، إلى أن المعلومات التي خرجت عن العملية تشهد تضارباً كبيراً بين ما ينقله الأهالي، وما تنشره القوات المسلحة عبر متحدثها الإعلامي “تامر محمد محمود الرفاعي”، إلا أن التعتيم الذي يفرضه الجيش على سير العملية، يدعم بشكل كبير ما كشفه الأهالي من حدوث عمليات قتل واعتقالات واسعة في صفوف أهالي سيناء، وتدمير ممنهج لأماكن سكنهم، منذ أن بدأت العملية في 9 شباط/ فبراير 2018 وحتى الآن.
وحسب ما صرح به الناشط السيناوي “أبو الفاتح الأخرسي”، لـ “حرية برس”، فإن “وضع سيناء بعد عام من العملية العسكرية، يخدم أهدافاً أخرى ينفذها رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي لصالح الاحتلال الاسرائيلي وأمريكا، ويضيف “الأخرسي” أن “عمليات التدمير والتجويع والقتل والتعذيب والاعتقال التي طالت أبناء سيناء، شملت الجميع سواء من كان يعترض على تصرفات الجيش والشرطة تجاه الأهالي، أو من وقف صامتاً، وأن مصطلح ’القوة الغاشمة’ الذي أطلقه السيسي قبل بدء العملية بأشهر، عاشه أبناء سيناء بشكل مفصل خلال العام الماضي”.
ويوضح الحقوقي “هيثم أبو خليل”، أن “التكتم على أهداف العملية وعدم عرض الأسماء والنتائج التي تحققت حتى الآن، يثير الشكوك حول النجاح الذي تحقق على أرض الواقع، لأن ما يُعلَن عنه من تصفية عشرات ممن تصفهم القوات المسلحة بالإرهابيين، أو من أنصار تنظيم الدولة “داعش”، وتدمير أوكارهم وسياراتهم، لا يعد نجاحاً إذا ما قورِنَ بعدد القوات المشاركة في العملية، والأسلحة التي استُخدمَت، والتنسيق الأمني والعسكري الذي جرى مع ’إسرائيل’، إضافة إلى أن أهداف العملية غير المعلنة كشفتها في الواقع تصريحات السيسي لقناة ’CBS’ الأمريكية، حيث أقرّ بوجود تنسيق مصري “إسرائيلي” في العملية، وهذا يدعم كل المخاوف التي تحدثت عن وجود سيناء ضمن صفقة القرن المزعومة لتصفية القضية الفلسطينية”.
يذكر أن المعارك التي خاضها الجيش المصري جرت في معظمها مع مقاتلين من البدو المحليين المتحالفين مع التنظيم، لكن عملياتها العسكرية جعلت سكان سيناء عرضة لمخاطر تبادل إطلاق النار؛ فهم يعيشون في ظل الخوف وحظر التجوال، كما أجبر أكثر من 20.000 مواطن على ترك منازلهم وأرضهم، وذلك وفقاً لما ذكرته منظمة “هيومن رايتس ووتش”.
ويشار إلى أن حقوقيين أكدوا لـ “حرية برس” أن الجيش المصري تمادى في أعمال هدم المنازل والأبنية التجارية العائدة للمدنيين في شمال سيناء ضمن حملته العسكرية ضد تنظيم الدولة.
عذراً التعليقات مغلقة