حرية برس:
تعود حملة ’’أخرجونا من لبنان‘‘ إلى الواجهة من جديد بعد انطلاقها سابقاً في نوفمبر 2015، حيث أطلقها مجموعة من النشطاء واللاجئون السوريون في لبنان، مناشدين الدول الغربية والعربية وتركيا، من أجل ترحيلهم من لبنان إلى أي دولة تقبل بهم، هرباً من الظروف السيئة التي يعيشون فيها ، فضلاً عن المظاهر العنصرية المستمرة تجاههم.
وتأتي صرخة اللاجئين السوريين الجديدة من مخيمات اللجوء في لبنان، بعد تزايد الأوضاع المتردية هناك، خصوصاً مع ظهور أول حالة جزام بين اللاجئين، بالإضافة إلى الظروف المعيشية القاسية، والتضييق الأمني.
وأعرب القائمون على الحملة، بحسب وكالة ’’آكي‘‘ الإيطالية، عن جهلهم بالتصنيف الذي يمكن أن تدرجهم الدولة اللبنانية تحته، كلاجئين أو نازحين أو ضيوف، حيث طالبوا لبنان بتصنيفهم رسمياً، مع العلم أن جزءاً كبيراً منهم ينحدر من قرى تحاذي لبنان، وتربطهم علاقة قرابة ونسب مع اللبنانيين، وتتداخل معهم في الأراضي، ولا ينتمون إلى أي تيارات سياسية، وحريصون على السلم الأهلي في لبنان، ويرفضون التوطين جملة وتفصيلاً، بحسب الوكالة.
وقال القائمون على الحملة: ’’بعد أكثر من خمسة أعوام من النزوح يحق لنا التمتع بحقوق قانونية وأمنية وإنسانية وعلمية وطبية وإغاثية، منها تمكين جميع السوريين من الاستفادة من المساعدات الإنسانية بعدالة، وافتتاح مكتب تابع للأمم المتحدة للحصول على الوثائق التي يحتاجها النازحون، وتسوية أوضاع السوريين من حيث الإقامات، وإغلاق ملف الإرهاب وعدم توقيف اللاجئين، وعدم مصادرة السيارات والآليات العائدة إلى النازحين السوريين لأنها دخلت من معابر الجيش اللبناني هرباً من الموت والحرب، وبموافقة الجيش وترحيبه، وكلها حقوق لم نحصل منها على شيء‘‘.
وبحسب الوكالة، فإن هذه الأسباب وغيرها جعلت اللاجئين السوريين يطالبون بترحيلهم من لبنان إلى أي دولة أخرى تقبل بهم.
وسبق أن انطلقت حملة مشابهة في لبنان، في نوفمبر 2015، بعد مقتل ثلاث لاجئات سوريات في مخيمات عرسال على يد الجيش اللبناني، حيث أطلق نيراناً عشوائية على مخيمات اللاجئين السوريين عقب تعرض دورية تابعة له لانفجار عبوة ناسفة في بلدة عرسال، أدت إلى إصابة خمسة أفراد من الجيش اللبناني.
إلا أن مقتل اللاجئات بنيران الجيش دفع عدداً من السوريين على موقع تويتر لإطلاق وسم #أخرجونا_من_لبنان لرصد أهم مظاهر الانتهاكات ضد اللاجئين السوريين في لبنان، حيث أكد المغردون على الوسم على التعسف الممنهج والعنصرية الواضحة ضد السوريين في لبنان.
وكان وزير الدولة الجديد لشؤون النازحين في لبنان، “صالح الغريب”، قد طالب بضرورة التوقف عند البعد الإنساني ومعاناة النازحين، معتبراً هذا الملف ’’كيانياً ووجودياً ووطنياً في الدرجة الأولى‘‘.
وقال “الغريب” لدى استلام مهامه على رأس وزارة النازحين، إن ’’استمرار الأزمة قد أنهك النازح وقدرته على الاستمرار بالحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة‘‘، مشيراً إلى أن وضع اللاجئين بات فظيعاً.
وشدد على أن وزارته ستنتهج ’’سياسة انفتاح على الآخر وشراكة مع جميع العاملين في هذا الملف، من دول معنية ووزارات ومؤسسات محلية ودولية، ومنظمات عاملة تحت مظلة الأمم المتحدة‘‘، مؤكداً ’’ضرورة حماية النازح والحفاظ على كرامته، من دون المساس بمصلحة لبنان واللبنانيين‘‘، حسب وصفه.
فيما طالب ’’المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته للحد من مأساة النزوح واللجوء، ومضاعفة الجهود الدولية الجماعية لتعزيز الظروف المؤاتية لعودة النازحين إلى أوطانهم، بما ينسجم مع الشرعية الدولية، ويكفل احترام سيادة الدول المضيفة وقوانينها النافذة‘‘.
ويعاني السوريون في المناطق الحدودية في لبنان، من المعاملة العنصرية المستمرة منذ بداية موجة اللجوء السوري إلى لبنان بعد اندلاع الثورة السورية، وسط إهمال السلطات اللبنانية، وغضها الأنظار عن محاسبة مرتكبي الجرائم والأفعال المؤذية والاعتداءات المتكررة بحق اللاجئين، والتقصير في حمايتهم وتوفير الرعاية والأمان لهم، حيث تعمل السلطات في لبنان على إعادتهم إلى مناطق سيطرة نظام الأسد، الذي قام بتهجيرهم من منازلهم، برعاية روسية، ومناشدات للاتحاد الأوروبي للمساعدة في ذلك.
عذراً التعليقات مغلقة