وليد أبو همام – حماة – حرية برس:
تتعرض المحاصيل الزراعية لكثير من الآفات سواءً يفعل الأمراض أو بفعل الطبيعة، ما من شأنه أن يؤدي إلى انعدام المحاصيل أو قلتها، فيما يحاول الفلاحون القضاء على هذه الآفات أو تخفيف أثرها بالوسائل المتاحة لهم.
ويعاني فلاحو ريف محافظة حماة الشمالي من آفة خطيرة تصيب مزروعاتهم وهي ’’فأر الحقل‘‘ الذي يتواجد بكثرة في الأراضي، حيث يعمل على إلحاق الضرر بهذه المحاصيل، وذلك من خلال جمع البذور لأكلها.
وقال ’’بسام العزو‘‘، أحد فلاحي مدينة كفرزيتا شمال حماة، في حديثه لحرية برس، إن ’’أعداد فأر الحقل بدأت تزداد في الأراضي بشكل كبير في السنوات الأخيرة الماضية، ويعود ذلك إلى عدم مكافحته بالشكل المطلوب بسبب قلة المبيدات وغلاء أسعارها بالإضافة، إلى هجر بعض السكان أراضيهم بسبب قصف نظام الأسد‘‘.
وأوضح العزو أن الأمر ’’لا يقتصر على تلك المشاكل فقط، بل يضاف إليها قلة السماد والمبيدات‘‘، لافتاً إلى أن ’’فأر الحقل أكثرها المسببات ضرراً، حيث سبب تبوير مساحات واسعة من الأراضي، ونسعى من خلال الوسائل التقليدية إلى الحد من هذا الضرر عن طريق إغلاق الجحور لكن وبسبب أعدادها الكبيرة، فإن ذلك ليس حلاً‘‘.
وأشار الفلاح إلى أنهم قاموا باستخدام المبيدات المتاحة، التي كانت فعالة فيما مضى لكنها الآن من دون جدوى، حسب تعبيره، وذلك بسبب محدودية الأراضي التي يكافح أصحابها الفئران، لأن معظم الفلاحين ليس لديهم القدرة على شراء المبيدات، ولذلك فإن رش المبيدات على قطعة دوناً عن الأراضي المجاورة سيؤدي إلى إنتقال الفئران إليها، وبالتالي لا فائدة من هذا الإجراء.
بدوره، قال ’’خالد الحسن‘‘ مدير المكتب الزراعي في كفرزيتا، ’’تسبب انتشار فأر الحقل بأضرار كبيرة في حقول القمح والشعير والحمص، حيث سبب موت قسم من المزروعات وأخَّر نمو قسم آخر، ما سينعكس سلباُ على مردودية المحاصيل‘‘.
وأضاف الحسن أن سبب انتشار فأر الحقل بشكل كبير يعود إلى وجود مساحات كبيرة من الأراضي لم يحرثها أصحابها فأصبحت هذه المساحات بؤراً لتكاثر فأر الحقل، بالإضافة إلى إهمال بعض الفلاحين في مكافحة أراضيهم أو عدم قدرتهم على ذلك، مشيراً إلى أن المواد المستخدمة في المكافحة هي: ’’هي فوسيد الزنك – تتان – فوستكسين‘‘.
ولم يقتصر الأمر على منطقة معينة، إذ تعاني معظم الأراضي المزروعة في ريف محافظة حماة الشمالي من هذه المشكلة، وذكر نائب رئيس المجلس المحلي في اللطامنة، ’’أحمد هارون‘‘، أن هذه المشكلة موجودة أيضاً في أراضي اللطامنة ويشتكي منها معظم المزارعين لما تسببه من ضرر لمحاصيلهم، فيما لم يحصل الفلاحون على أي مساعدة بهذا الشأن من قبل المنظمات.
عذراً التعليقات مغلقة