لجين مليحان- حرية برس:
تعتمد مليشيا “حزب الله” الارهابي بشكل كبير على تجارة المخدرات في تمويل عملياته الإرهابية في سوريا، إضافة إلى أنها جزء من مخططاته في تدمير المنطقة، حيث أن للحزب مطامع اقتصادية كبيرة من خلال ترويج المخدرات وتهريبها عبر الحدود، ولهذا السبب شكل الجنوب السوري هدفاً أساسياً لمليشيا “حزب الله” وإيران، كما أنه بوابته الكبرى للدول المجاورة، ناهيك عن حساباته الاستراتيجية الأخرى.
تنتشر زراعة المخدرات كالحشيش والخشخاش وغيرها من الأنواع في مناطق سيطرة مليشيا “حزب الله”، وبعد جني المحصول، يُنقَل إلى معامل خاصة بالحزب، ليصنع منها مواد مخدرة تقتل الشباب وتخرب العقول، وفي الوقت ذاته تكون مصدراً يدر عليه أموالاً طائلة تمكنه من تنفيذ مخططاته.
ويقول حسان عبدالله، الباحث في الشؤون الإيرانية في سوريا، لـ “حرية برس”، إن “مناطق البقاع والجنوب اللبناني من أهم مناطق زراعة نبات الخشخاش الذي تعتمد صناعة المخدرات عليه بشكل رئيس، ويشرف قادة الحزب الكبار على زراعته ومن ثم تصنيعه”.
وأضاف أن الحزب في سوريا يصنّع المخدرات في مناطق مثل القصير في ريف حمص والقلمون الغربي، وينشرها في سوريا، كما يهربها إلى دول الجوار، أي أن مليشيا “حزب الله” تزرع المخدرات في الجنوب اللبناني وتصنعها في القصير التي تعد المصنع الرئيس حالياً، ومن القصير يتم نقلها إلى الشمال السوري والشرق والجنوب.
ينقل الحزب المخدرات إلى لبنان عن طريق القصير، أما الجنوب السوري فهو طريق لتصريف البضائع، كونه بيئة سيطر عليها حديثاً ويمتلك فيها نفوذاً كبيراً، فضلاً عن أنه كمنطقة يتمتع بطرق تهريب سهلة وسريعة وآمنة وقريبة من الحدود الأردنية، إضافة إلى أنه يعمل مع تجار من أبناء الجنوب، على عكس منطقة الساحل السوري الزاخرة بالميلشيات الموالية الطائفية والمافيات التابعة لآل الأسد ومخلوف وغيرهم، الذين لا يقبلون بوجود منافسين، وخاصة في أعمال المخدرات .
وبحسب الباحث “حسان عبدالله”، فإن النباتات المخدرة تصل إلى الجنوب السوري عبر عدة طرق، وهي الطرق نفسها التي يستخدمها حزب الله في نقل عناصره وعتاده من وإلى لبنان؛ أي إنها طرق غير رسمية أو شرعية، إن صح التعبير، فهذا وبكل بساطة يتم في سيارات تحمل مهمات رسمية أمنية يمنع الاقتراب منها أو تفتيشها، حيث يعمل تجار المخدرات والمافيات بشكل رسمي تحت عباءة الدولة الشرعية “ذات السيادة”، وتحت حماية مليشيا “حزب الله” من دون أن يجرؤ أي ضابط سوري على الاعتراض.
ويؤكد “عبد الله” أن “حزب الله اليوم مصمم على ترويج نفسه كمقاوم ممانع يحارب إسرائيل، وفي الحقيقة، هو ليس أكثر من حارس للحدود في جنوب لبنان، وقدم إلى سوريا لتنفيذ مخطط إيراني فارسي من جهة، ولجني ثروات طائلة من تجارة المخدرات من جهة أخرى”.
وبعد اتفاق المصالحة الذي رعته روسيا في جنوب سوريا، ازدادت النشاطات غير الشرعية من تجارة المخدرات والحشيش والهرويين وما إلى ذلك، ناهيك عن الحبوب المخدرة أيضاً.
يضخ الحزب اليوم كميات كبيرة جداً من هذه المواد إلى الجنوب السوري، خصوصاً من أجل جني الثروات وتمويل عمليات التجنيد والتشييع والسيطرة الديموغرافية والاقتصادية على المنطقة، بعد عدة عمليات نفذها الحزب، مثل السيطرة على المجالس المحلية من خلال دفع موالين له لاستلام زمام الامور.
من هم رجال مليشيا “حزب الله” السوريون في تجارة المخدرات؟
ويشير “عبد الله” إلى أن حزب الله البناني يعتمد على تجار ومروجين ومهربين من الجنوب السوري من أجل تسهيل تجارته وترويجها في الجنوب، فضلاً عن تهريب المخدرات إلى دول الجوار، ومن المشتغلين مع حزب الله في هذه التجارة “أحمد مهاوش”، الملقب بـ”أبو سالم الخالدي”، وهو الرجل الأول بالنسبة إلى مليشيا “حزب الله”، إذ أنه شيخ عشيرة “بني خالد” في الجنوب، إضافة إلى “كساب السودي”، وهما الموزعان الرئيسيان في منطقة “خراب الشحم”، في ريف درعا الغربي قرب الحدود الأردنية، وهناك أيضاً “رافع الرويس”، من بدو “نصيب”، تاجر مخدرات يعمل لمصلحة مليشيا “حزب الله” في تهريب السلاح والمخدرات، و”منصور الرويضان” وابنه “حسن”، و”فيصل الصبيح”، القيادي السابق في ألوية العمري، وهم يعملون بالتوزيع في منطقة اللجاة، وأهمهم “أبو صدام البدوي خربا”، قيادي سابق في قوات شباب السنة، و”صابر الدكاك” من قرية “تربا” في ريف السويداء ويقيم في قرية “خربا”، وكان أميراً في تنظيم داعش، و هناك مسؤولو الحزب الذين تتمثل مهمتهم في إيصال المخدرات إلى “اللجاة” واستلام الأموال، حيث يتكفل التجار بالتوزيع والتهريب، وتُوزّع المخدرات على عموم محافظة درعا.
ويقول “عبد الله” إنه من السهل الوصول عبر منطقة “اللجاة” ذات الطبيعة الوعرية إلى الحدود الاردنية، وهي قاعدة إيرانية حالياً، كما أن الجنوب بشكل عام يعج بكثير من طرق التهريب.
ويشكل الشباب العاطلون عن العمل بيئة مناسبة لتعاطي المخدرات وترويجها، حيث تنعدم فرص العمل، بالإضافة إلى ظروف الحياة القاسية التي تجبر الشباب على الانحراف، وأحد أهداف هذه التجارة تخريب عقول الشباب وإبقائهم أسرى استهلاك مخدرات مليشيا “حزب الله”، أي سيطرة الحزب على المجتمع من خلال ترويج المخدرات، إضافة إلى أهداف أخرى غير ربحية، كتجنيد الشباب.
وأوضح حسان إن التجار يكسبون أموالاً طائلة من التجارة في سوق يسهل عليهم تصريف منتجاتهم فيه، إضافة إلى مرابحهم من التهريب، ومعظم المشترين مستهلكين، بينما يتولى التجار الكبار مهمة التهريب الى دول الجوار، فيرسلون البضائع إلى الاردن عبر الحدود عن طريق المهربين، ومن ثم إلى دول الخليج.
وختم “عبد الله” بقوله إن حزب الله ومن ورائه إيران يسعون إلى تنفيذ مخططاتهم الطائفية لتدمير البلاد والسيطرة على السوريين، ففي الجنوب سوق لترويج المخدرات ومعبر لتصديرها إلى الدول المجاورة، وفي الداخل موت ودمار.
عذراً التعليقات مغلقة