محمود أبو المجد – حرية برس:
يشتكي المدنيون في عموم مدينة جرابلس وريفها، شرقي محافظة حلب، من رداءة المازوت الذي يباع في محلات المحروقات، نظراً إلى رائحته الكريهة واحتوائه على بقايا من البنزين القابل للاشتعال، الأمر الذي يرجح إمكان انفجار المدفأة، بالإضافة إلى أنه يسبب أمراضاً في الجهاز التنفسي بسبب الرائحة الصادرة عنه.
وقالت ’’فاطمة أم محمد‘‘، والدة لطفلين، في حديثها لحرية برس، إن ولديها أصيبا بسعال شديد مع ضيق في التنفس، حيث تعمل المدفأة في منزلهم بالمازوت، لا سيما أن الرائحة الكريهة لهذا النوع أدت إلى إصابتهم بالتهابات في جهازهم التنفسي، ما استدعى إسعافهم إلى المستشفى وإخضاعهم إلى جلسات ’’رذاذ‘‘ على مدى أسبوع، مشيرةً إلى وجود حالات كثيرة كحالة طفليها.
بدوره، قال ’’عبدالناصر الساير‘‘، بائع محروقات، إن رداءة المازوت من حيث الرائحة واحتوائه على بقايا من البنزين يعود إلى عدم تكريره في المصافي، فمن المعتاد في الشمال المحرر شراء الوقود الخام من مناطق سيطرة ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية ’’قسد‘‘، ومن ثم فرز أنواعه من مازوت وبنزين وكاز عبر الحراقات البدائية التي لا يمكن أن تكرره بالشكل الصحيح.
وعن أسعاره، أوضح الساير أن الأنواع تختلف عن بعضها من حيث السعر، ويصل سعر النوع الجيد إلى 250 ل.س للتر الواحد، وهذا ما دفع الناس إلى شرائه رغم رداءته، لأن المازوت الذي يستورد من تركيا يباع بـ360 ل.س للتر الواحد، ولا قدرة للناس على شرائه.
من جهته، ذكر الطبيب ’’محمود معروف‘‘، طبيب أطفال في جرابلس، أن غالبية المتأثرين من رائحة المازوت هم الأطفال، وذلك لأن جهازهم التنفسي أشد حساسية من الكبار، موضحاً أن أعداد الأطفال المتأثرين يزداد مع اشتداد البرد بسبب إغلاق الأبواب والنوافذ، مما يؤدي إلى ازدياد الرائحة في المنزل.
وينصح الطبيب الأمهات بعدم تعريض الأطفال إلى رائحة المازوت ساعات طويلة، حيث تؤثر على جهازهم التنفسي على المدى البعيد.
وحول مخاطر انفجار المدافئ، قال السيد ’’نضال دبدوب‘‘، مدير الدفاع المدني: ’’أُبلِغَتْ فرق الدفاع بحالتين في مدينة جرابلس، بسبب انفجار المدفئة واحتراق المنزل، وأدت إحدى الحادثتين إلى وفاة طفلة وإصابة جدها‘‘.
وتعتبر مدينة جرابلس، شرقي محافظة حلب، من المدن التي شهدت تضخماً سكانياً في الأعوام الثلاثة الماضية، بعد تحريرها من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية ’’داعش‘‘ على يد الجيش الحر.
عذراً التعليقات مغلقة