ياسر محمد – حرية برس
ما إن بدأ المبعوث الأممي الجديد إلى سوريا، غير بيدرسون، مهمته الشهر الجاري، حتى أخذت روسيا تحاول فرض رؤيتها عليه كما فعلت مع سلفه المستقيل، ستافان دي مستورا، وكما نجحت في تحويل مسار جنيف والجنوح إلى مسار “أستانة” وفرضه كمسار بديل، فإنها تحاول الآن تسويق رؤيتها للجنة الدستورية وشكل الحكم المستقبلي في سوريا على المبعوث الجديد أملاً بتبني تلك الرؤية أممياً وبالتالي فرضها على السوريين كحل سياسي دولي!.
وفي هذا السياق، قالت الخارجية الروسية في بيان لها اليوم الثلاثاء، إن وزير الخارجية سيرغي لافروف التقى المبعوث الأممي غير بيدرسون، وأنه “جرى، خلال محادثاتهما، تبادل مفصل للآراء حول احتمالات دفع العملية السياسية بقيادة السوريين أنفسهم، وبمساعدة الأمم المتحدة على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254”.
وأشارت الخارجية الروسية، في بيانها، إلى أن “لافروف وبيدرسن بحثا كذلك القضاء كلياً على الإرهاب وإحلال السلام في سوريا، مع احترام سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها”!، ولم يوضح بيان الخارجية ما ومن المقصود بـ”الإرهاب”، علماً أن روسيا تحاول تسويق كل المعارضة على أنها “إرهابية”. \
وتابع البيان: “تم التأكيد على أهمية إطلاق عمل اللجنة الدستورية السورية التي تحظى بدعم كافة الأطراف السورية، بما فيها الحكومة (نظام الأسد) والمعارضة (هيئة التفاوض) بأسرع ما يمكن”.
وأمس، التقى وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، المبعوث الأممي الجديد لسوريا، بيدرسون، وأكد شويغو لبيدرسون أن اللجنة الدستورية تسير “ببطء شديد” داعياص إياه إلى تسريع جهود تشكيل اللجنة المعنية بصياغة دستور جديد لسوريا، بقوله “نأمل في الانتقال إلى تسوية سياسية نشطة، المتمثلة بإنشاء لجنة دستورية وإنشاء دستور وتطوير آلية لاعتماد هذا الدستور”.
يذكر أن الدستور الذي تسعى روسيا إلى فرضه على السوريين هو نسخة معدلة للدستور الأسدي الحالي، يضمن لمجرم الحرب بشار الأسد الترشح مجدداً مع وجود هيئات تجميلية تبرر بقاءه وتشرعنه.
من جهته؛ قال بيدرسون عقب لقائه لافروف، أمس الاثنين، إن على روسيا والأمم المتحدة أن تضطلعا بدور رئيسي في تسوية الأزمة في سوريا وإنجاح العملية السياسية هناك. وأضاف: “أعتزم لاحقاً تطوير العلاقات بين روسيا والأمم المتحدة وتعزيزها. أعتقد أنه ينبغي على كل من الأمم المتحدة وروسيا لعب الدور الرئيسي في دفع العملية السياسية في سوريا قدماً”. وأعرب عن أمله في أن تعمل روسيا والأمم المتحدة على أساس قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2254، “لإعادة إطلاق العملية السياسية وتحقيق شروط عودة اللاجئين إلى الحياة الطبيعية في سوريا”.
وتعمد بيدرسون التركيز على القرار الأممي 2254 من دون التطرق لمسارات “أستانة” و”سوتشي” التي حرفت الإرادة الأممية عن مسارها، علماً أن القرار 2254 يقول بتشكيل هيئة حكم انتقالية، مع وجود أكثر من تفسير لإمكانية ترشح رأس النظام من عدمه.
أما رئيس هيئة التفاوض المعارضة، نصر الحريري، الذي استقبل بيدرسون يوم الجمعة الفائت، فقد بدا متفائلاً، ورأى أن بيدرسون أبدى رغبته في استمرار جهود تشكيل اللجنة الدستورية في الفترة المقبلة، ومحاولة إزالة العثرات التي تقف أمام تشكيلها، والانطلاق نحو تشكيل بدء ترتيبات تأسيس البيئة الآمنة والمحايدة، والتي وصفها بيان جنيف والقرار الأممي 2254.
ويأمل الحريري أن ذلك سيؤسس لـ”حلحلة العديد من الملفات، من أجل التأسيس لعودة اللاجئين وإخراج القوات الأجنبية وفي مقدمتها الإيرانية، ومن ثم التحضير لعملية الاستفتاء على الدستور الجديد والانتخابات”.
عذراً التعليقات مغلقة