حرية برس:
قال وزير الخارجية التركي ’’مولود جاويش أوغلو‘‘، اليوم الإثنين، إن تركيا تقوم باللازم للحفاظ على السلام ومنع الانتهاكات في محافظة إدلب شمال سوريا.
ونقلت وكالة ’’الأناضول‘‘ التركية عن جاويش أوغلو قوله: ’’إذا أصبحت إدلب وكراً للإرهاب، سيكون هذا خطأ حكومة النظام السوري لنقلها إرهابيين بالحافلات من مناطق بعيدة مثل درعا في الجنوب‘‘.
وأكد جاويش أوغلو على نجاح اتفاقية إدلب، المبرمة بين تركيا وروسيا، رغم الظروف الصعبة، لافتاً إلى أن ’’المجموعات الإرهابية والمتطرفة‘‘ أبدت استياءها من هذه الاتفاقية، بحسب الوزير التركي.
وأضاف جاويش أوغلو أن ’’انتهاك الاتفاقية يأتي من جهة النظام والمجموعات الإرهابية معاً، لكن بالمجمل، فإن الاتفاقية تسير بنجاح، وتعمل الجهات المعنية في أنقرة وموسكو على تبديد المعوّقات البسيطة‘‘.
ونفى الوزير التركي صحة الشائعات التي تتحدث عن استيلاء ’’هيئة تحرير الشام‘‘ (جبهة النصرة سابقاً) على 50% من مساحة محافظة إدلب، وقال: ’’إن الجزء الأكبر من هذه المحافظة بات منطقة منزوعة من السلاح، يعيش فيها ملايين المدنيين‘‘.
وشدد وزير الخارجية التركي على أن أنقرة لا تعارض فكرة إقامة منطقة آمنة في سوريا، موضحاً أنه ’’لا يمكن تحقيق أي شيء بتهديد تركيا اقتصادياً‘‘، مضيفاً: ’’نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على السلام ومنع الانتهاكات في إدلب السورية‘‘.
كما لفت جاويش أوغلو إلى أن ’’المجموعات المتطرفة‘‘ مستاءة من التدابير المتخذة في إدلب، وتهاجم المعارضة المعتدلة هناك، مطالباً بضرورة الحديث بشأنهم مع البلدان التي قدموا منها، حسب وصفه.
من جهة أخرى، أعلن مستشار الرئيس التركي ’’ياسين أكتاي‘‘، اليوم الإثنين، أن الولايات المتحدة لم تفعل أي شيء في سوريا حتى الآن، باستثناء تعقيد الوضع هناك، فضلاً عن وضعها الأكراد تحت الخطر.
وقال ’’أكتاي‘‘ لوكالة ’’سبوتنيك‘‘ الروسية، ’’لم تفعل الولايات المتحدة حتى الآن أي شيء في سوريا، باستثناء تعقيد الوضع، كما أنهم يفترون على الأكراد، عندما يطلقون عليهم اسم (وحدات حماية الشعب الكردية)، حيث أن أنقرة لا تعتبر هذه القوات ولا (حزب العمال الكردستاني) من الشعب الكردي، وتركيا دولة تهتم بالأكراد وتحميهم منذ القدم وحتى يومنا هذا‘‘، حسب تعبيره.
وبحسب المستشار التركي، فإن ’’الولايات المتحدة لا يمكنها خلق جنة للأكراد في سوريا، التي حولها الأمريكان إلى جهنم‘‘، مشدداً على ’’أنها تربك الوضع أكثر وتودي بالأكراد إلى التهلكة عبر جرهم إلى القتال‘‘.
وأوضح أكتاي أن دخول تركيا إلى سوريا لا يهدف إلى احتلال أراضيها، وإنشاء قواعد عسكرية، وبسط هيمنتها ونفوذها، كما تفعل الولايات المتحدة والدول الأخرى، مشيراً إلى أن هدفها هو وضع حد للتهديدات التي تواجهها من الداخل السوري، مثل ’’الإرهاب والهجرة‘‘، وذلك لأن تركيا تدفع ثمن ما يحدث في سوريا بشكل مباشر، لذا يحق لها التدخل في كل ما يحدث هناك، حسب قوله.
وكان الرئيس الأمريكي ’’دونالد ترامب‘‘، قد حذر تركيا من كارثة اقتصادية في حال شنت هجوماً ضد الميليشيات الكردية بعد انسحاب القوات الأميركية من سوريا، داعياً في الوقت نفسه القوات الكردية إلى عدم “استفزاز” أنقرة.
وكتب ترامب على تويتر، ’’سندمر تركيا اقتصادياً إذا هاجمت الأكراد، سنقيم منطقة آمنة بعرض 20 ميلاً‘‘، مضيفاً: ’’وبالمثل، لا نريد أن يقوم الأكراد باستفزاز تركيا‘‘.
وردت الرئاسة التركية على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أطلقها فجر الإثنين، حيث قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن: “لا يمكن للإرهابيين أن يكونوا حلفاء وشركاء لواشنطن”.
وجاءت تهديدات ترامب لتركيا بعد يوم واحد من إعلان مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، أن “واشنطن لا تريد أي تحرك عسكري تركي في سوريا من دون التنسيق معها”.
وكان وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أعلن قبل أيام أن خطة عملية شرق الفرات العسكرية التركية المرتقبة جاهزة، والأمور تسير وفقاً للزمن المحدد، مشيراً إلى أن “العملية يتم العمل عليها، وهناك لقاءات مع الأمريكيين خلال الأيام المقبلة”.
عذراً التعليقات مغلقة