الخرطوم – حرية برس:
قتل ثلاثة متظاهرين برصاص قوات الحكومة السودانية، مساء الأربعاء، أثناء مظاهرة حاشدة في مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم وكبرى مدن السودان.
وتحدثت الشرطة السودانية، عن تلقيها بلاغات عن وقوع ’’ثلاث حالات وفاة وبعض الإصابات‘‘، خلال مظاهرة غاضبة في مدينة أم درمان.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن المتحدث باسم الشرطة، اللواء هاشم علي عبد الرحيم، قوله: إن ’’أم درمان شهدت الأربعاء، أحداث شغب وتجمعات غير مشروعة متفرقة، (تعاملت) معها الشرطة والأجهزة الأمنية بموجب القانون، وتم تفريقها باستخدام الغاز المسيل للدموع‘‘.
وأضاف عبد الرحيم أن الشرطة تلقت لاحقاً بلاغات عن بعض الإصابات، وثلاث حالات وفاة، متحدثاً عن أنه ’’جاري التحري بشأنها تحت إشراف النيابة‘‘، حسب تعبيره، فيما لم توضح الشرطة كيف سقط هؤلاء القتلى والجرحى.
وخرج آلاف من المتظاهرين السودانيين، يوم أمس الأربعاء، في مدينة أم درمان، متوجهين نحو مبني البرمان في السودان، للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل عمر البشير.
وأطلقت شرطة مكافحة الشغب السودانية، اليوم الأربعاء، الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في مدينة أم درمان، وذلك في أثناء تجمّع مئات في العاصمة تأييداً للبشير.
وتحدثت وكالة “فرانس برس” عن أن حوالي 300 متظاهر فقط، رددوا هتافات “الحرية والسلام والعدل”، وأغلقوا الطريق الرئيس في أم درمان، لكنهم سرعان ما واجهوا الغاز المسيل للدموع مع تحرك شرطة مكافحة الشغب لتفريقهم، فيما تداولت شبكات على وسائل التواصل صور جوية تظهر حشداً كبيراً خرج في مدينة أم درمان مطالباً برحيل عمر البشير.
من جهة أخرى، طالب الرئيس السوداني عمر البشير، الشباب في بلاده بتوحيد وتنظيم صفوفهم، معرباً عن استعداده لتسليم السلطة إليهم، حسب قوله.
جاء ذلك في كلمة ألقاها البشير خلال تجمع جماهيري شارك فيه موالون له في الساحة الخضراء في العاصمة الخرطوم، استجابة لدعوة من أحزاب الحوار الوطني، بما فيها حزب “المؤتمر الوطني” الحاكم، تحت مسمى “نفرة السلام والتأييد”. وقال: ’’أوجه رسالة للشباب وحدوا صفوفكم وجهزوا أنفسكم، نحن جاهزون لتسليمكم السلطة‘‘.
غير أن البشير في الخطاب ذاته، رفض دعوات له بالتنحي، وأعرب أمام تجمع من أنصاره في العاصمة عن استعداده لتسليم السلطة لكن فقط من خلال ’’الانتخابات‘‘، زاعماً أن القرار يعود للشعب السوداني من خلال ’’صندوق الاقتراع‘‘.
واندلعت الاحتجاجات في عدة مدن سودانية بسبب شح الخبز، لكنها تطورت إلى المطالبة بإسقاط حكومة الرئيس عمر البشير، فيما أصدر الرئيس السوداني قراراً جمهورياً بتشكيل ’’لجنة لتقصي الحقائق‘‘ حول الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد، وما ارتكبته قواته ضد المتظاهرين.
وخلال الأيام الأولى من الحركة الاحتجاجية، أحرق المتظاهرون عدة مبانٍ ومكاتب تابعة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، وتمكنت قوات مكافحة الشغب من تفريق المظاهرات بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، إضافة إلى اعتقال مئات من الأشخاص.
وطالبت ’’الجبهة الوطنية للتغيير‘‘، التي تضم 22 حزباً، بتكوين مجلس سيادي جديد، يقوم بتولي أعمال السيادة عبر تشكيل حكومة انتقالية تجمع بين الكفاءات الوطنية والتمثيل السياسي لوقف الانهيار الاقتصادي، وتشرف على تنظيم انتخابات عامة نزيهة.
واتهمت الجبهةُ الحكومةَ بإهمال تطوير القطاعات الإنتاجية، وعلى رأسها الزراعة، وانتهاج سياسات خاطئة أدت إلى تفشي البطالة وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية.
ويشهد السودان صعوبات اقتصادية متزايدة مع بلوغ نسبة التضخم نحو 70% وتراجع سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار الأمريكي وسائر العملات الأجنبية.
عذراً التعليقات مغلقة