صرح “بدران جيا كرد” المسؤول الكردي السوري، أن زعماء الميليشيات الكردية يسعون إلى عقد اتفاق سياسي مع حكومة بشار الأسد، بوساطة روسية، بغض النظر عن خطط الولايات المتحدة للانسحاب من منطقتهم.
وقال “بدران” لرويترز، إن ما يسمى بـ”الإدارة الذاتية عرضت خارطة طريق، لعقد اتفاق مع الأسد، على مسؤولين في روسيا مؤخراً، وما زالت تنتظر الرد”.
ووفقاً للمسؤول الكردي، فإن “الاتفاق ينص على توحيد أكبر منطقتين في البلاد، تاركاً منطقة واحدة في شمال غرب البلاد في أيدي المعارضة المدعومة من تركيا”، على حد تعبيره.
وتأمل الميليشيات الكردية في إيجاد وسيلة لحماية نفوذها في المنطقة، من تركيا، التي تعتبر ميليشيا “وحدات حماية الشعب” المسلحة تهديداً لأمنها القومي.
ويشير الاتفاق المعروض عقده مع الأسد، إلى تغيير الاستراتيجية الكردية بعد إعلان الرئيس الأميركي “ترامب” سحب قوات بلاده من سوريا، حيث أرجأت تركيا عملية عسكرية شرق الفرات.
وعبر الرئيس الأميركي عن رغبته في حماية الميليشيات الكردية، التي لعبت، بحسب قوله، دوراً مهماً في الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، مؤكداً أن القوات الأميركية ستنسحب “ببطء خلال فترة من الزمن”.
وأوضح جيا كرد أن روسيا وافقت على لعب دور الوسيط، حيث تريد المليشيات الكردية من روسيا مساعدتها في تأمين نشر قوات الأسد على الحدود الشمالية، وهذا جزء من جهد أوسع لإبرام اتفاق مع نظام الأسد، يصون وضع الحكم الذاتي الذي يتمتعون به، حيث قال إن”موضوع حوارنا مع نظام الأسد غير مرتبط بقرار الانسحاب الأمريكي، وسنبذل كل جهدنا في هذا الاتجاه. إن القرار النهائي هو الاتفاق مع نظام الأسد حتى إذا اعترض الأمريكان على هذا الأمر“.
وتتمثل الأهداف الرئيسة لخارطة الطريق في حماية الحدود من تركيا، وإيجاد وسيلة لدمج الكيانات الحاكمة في شمال سوريا في الدستور، وضمان التوزيع العادل للموارد في شمال وشرق البلاد.
وسيكون أحد التحديات الرئيسة التي يواجهها الاتفاق، التوفيق بين مطالب الحكم الذاتي الإقليمي وهدف الأسد في بسط السلطة على كامل البلاد مرة أخرى. وكان وزير خارجية نظام الأسد قد قال في الآونة الأخيرة إن إقامة نظام اتحادي في سوريا غير مقبول.
ومن بين أوراق التفاوض في أيدي المليشيات الكردية السيطرة على سدود على نهر الفرات وحقول نفط وموارد أخرى. وقال “جيا كرد” إن هذا سيكون عنصراً رئيساً في الحوار، لكن يقول محللون إن وضعهم التفاوضي ضعف بعد إعلان ترامب سحب القوات، ما زاد من مخاوف الأكراد من هجوم تركي.
رويترز
عذراً التعليقات مغلقة