ياسر محمد – حرية برس
تواصل الاقتتال بين “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) و”الجبهة الوطنية للتحرير”، لليوم الخامس على التوالي، موقعاً عشرات الشهداء والمصابين في صفوف المدنيين، وعشرات القتلى في صفوف الطرفين المتحاربين، فيما اعتبره محللون وناشطون خدمة لمشروع النظام وحلفائه تقوم به “هيئة تحرير الشام” بالنيابة في آخر معاقل المعارضة.
وفيما تستمر اليوم الجمعة معارك الكر والفر بين الطرفين، ويتبادلان السيطرة والانسحاب من قرى بريف إدلب وحماة الشمالي وحلب الغربي، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن اقتتال الفصائل شمال سوريا، بالإضافة إلى الفيضانات، يهدد حياة آلاف الأطفال في المخيمات بريفي حلب إدلب.
وذكرت “يونيسف” في بيان صدر أمس الخميس، أن نحو 80 شخصاً قتلوا بينهم طفل واحد، إثر الاشتباكات الدائرة بين “هيئة تحرير الشام” و”الجبهة الوطنية للتحرير” في ريفي حلب وإدلب.
وشهد مخيم “أطمة” أحد أكبر مخيمات الشمال السوري حركة نزوح كبيرة هرباً من الاشتباكات العنيفة بين “تحرير الشام” و”الجبهة الوطنية”، كما أدت الاشتباكات بين الفصيلين إلى مقتل طفل يبلغ من العمر 10 سنوات في مخيم “معراتا” بريف معرة النعمان الشرقي.
كما طالبت المجالس المحلية في ريف حلب الغربي بفتح ممرات آمنة لخروج المدنيين المحاصرين جراء المواجهات الدائرة بين “هيئة تحرير الشام” و”حركة نور الدين الزنكي”، وفي بيان مشترك للمجالس نشر اليوم الجمعة، قالت المجالس: “نطالب القوى العسكرية والفصائل بفتح ممر إنساني إلى منطقة سمعان بسبب عدم وجود سوى طريق واحد إلى المنطقة، لوقوعها في منطقة جبهة من ثلاثة محاور”.
ويعاني أكثر من ثلاثة ملايين مدني في محافظة إدلب وريف حماة الشمالي وحلب الغربي، من الاقتتال الدائر والذي يهدد بمصير غامض لمنطقة “خفض التصعيد” الأخيرة الباقية تحت سيطرة المعارضة، وفق اتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا.
المحلل التركي والخبير في الشؤون العربية، صبري علي أوغلو، اتهم “تحرير الشام” بتنفيذ أجندات النظام وحلفائه في المنطقة، فكتب في صفحته على تويتر: “فتوى أبواليقظان المصري التكفيري بعدم شرعية قتال الـ بي كي كي في منبج، ومن ثم شن هجوم على الفصائل الموالية لتركيا في إدلب، هي للتخفيف الضغط عن بي كي كي، وهي محاولة فاشلة لتأخير عملية منبج”.
وقال مصدر في المعارضة لوكالة رويترز: إن انتزاع السيطرة على مدينة دارة عزة سيعزز موقف تحرير الشام في محادثات سرية مع تركيا التي لها وجود عسكري قوي في المنطقة الشمالية وتريد تشديد قبضتها على المنطقة لتأمين حدودها.
فيما ذكر دبلوماسي غربي كبير يتابع الشأن السوري عن كثب – وطلب عدم نشر اسمه- أن هدف المتشددين هو خلق ممر من الأراضي في المناطق التي يسيطرون عليها شمالي إدلب قرب الحدود التركية إلى معاقل في ريف حلب.
إلى ذلك؛ شن طيران الاحتلال الروسي عدة غارات على بلدات ريف إدلب الجنوبي، فجر اليوم، ما أسفر عن إصابات في صفوف المدنيين ودمار واسع في المنازل.
وقال الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، إن الطيران الروسي استهدف قرى المنطار والتمانعة جنوبي إدلب بعدة غارات، ما أدى إلى إصابات من المدنيين، وانتشلت فرق الدفاع سبعة أشخاص من تحت أنقاض مبنى مدمر.
عذراً التعليقات مغلقة