الخرطوم – حرية برس:
قتل متظاهران اثنان، وأصيب العشرات بجروح، اليوم الخميس، جراء استهداف قوات الحكومة السودانية بالرصاص الحي احتجاجات في ولاية القضارف شرقي البلاد.
وتداول ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوّراً يظهر قيام الشرطة السودانية بإطلاق الرصاص الحي باتجاه المتظاهرين لتفريقهم.
ونقلت وكالة ’’الأناضول‘‘ التركية عن النائب البرلماني عن دائرة (الفشقة/ القضارف) مبارك النور قوله: إن الاحتجاجات شهدت مقتل اثنين من المتظاهرين.
وأضاف النور أن ’’أقارب القتلى، فشلوا في الوصول إلى المشرحة لاستلام الجثامين، نتيجة للأوضاع الحرجة‘‘.
وأوضح النور أن ’’الجيش السوداني نزل إلى الشوارع‘‘، مشدداً على ضرورة أن تتعامل الحكومة ’’بمسؤولية مع المتظاهرين‘‘.
وتضاربت أرقام وسائل الإعلام المحلية في إحصاء عدد القتلى، فيما أشارت أن العدد مرشح للزيادة نتيجة لوجود عدد من الإصابات الخطرة.
واتسع نطاق الاحتجاجات التي بدأت أمس الأربعاء في مدينة عطبرة بشمال شرق السودان لتصل اليوم الخميس، إلى القضارف والعاصمة الخرطوم ومدن أخرى.
وسد نحو 150 محتجاً شارعاً رئيسياً في الخرطوم مرددين هتاف: ’’الشعب يريد إسقاط النظام‘‘، وفقاً لشهود عيان، إلا أن قوات المكافحة السوادنية فرقت المحتجين.
وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، أعلنت السلطات السودانية فرض حالة الطوارئ في مدينة عطبرة شمال البلاد، عقب مظاهرات منددة بالأوضاع الاقتصادية.
وانطلقت المظاهرات في عطبرة ومدينة النهود في ولاية شمال كردفان، وبورتسودان، التي وصلها الرئيس السوداني عمر البشير، لحضور تدريب عسكري جوي.
وقالت وسائل إعلام محلية إن المحتجين حطموا مقر حزب المؤتمر الوطني المعارض وأحرقوه، وكانوا في طريقهم نحو مبانٍ محلية لكن الشرطة حالت دون وصولهم.
وحاصرت قوات الشرطة والجيش السوداني بعض المرافق بينها الميناء البري وألقت القنابل المسيلة للدموع.
كما خرج طلاب جامعة الخرطوم والنيلين، وسط العاصمة، قبل أن تفرقهم الشرطة بالغاز المسيل للدموع.
واتسعت دائرة الاحتجاجات في السودان، اليوم الخميس، واندلعت مظاهرات عنيفة منددة بالأوضاع الاقتصادية المتردية، وغلاء الأسعار في مدينة دنقلا، وبلدة السليم (شمال)، والقضارف (شرق) ومدينة سنار (جنوب شرق).
فيما شهدت مدينة الدامر شمال السودان 300 كيلومتر من الخرطوم تظاهرات احتجاجية وأحرق المحتجون مقر الحزب الحاكم بمدينة الدامر مركز الولاية.
وفي بورتسودان شرقي البلاد، ذكر إعلام محلي أن احتجاجات مماثلة اندلعت بالمدينة، فرقتها الشرطة بالغاز المسيل للدموع.
ومع ازدياد حدة الاحتجاجات قررت لجنة الأمن في الولاية فرض حظر التجوال في عطبرة، اعتباراً من السادسة مساء الأربعاء، وحتى السادسة صباح الخميس، كما تقرر تعليق الدراسة إلى أجل غير مسمى.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع، فيما أغلقت بعض المحال في سوق الخرطوم الرئيسي وسط العاصمة، وفق شهود عيان.
واعتبر حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان أن ما جرى في عطبرة محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن رئيس قطاع الإعلام بحزب المؤتمر الوطني الحاكم ’’إبراهيم الصديق‘‘، أمس الأربعاء، قوله: ’’ما تم لو كان مظاهرة سلمية كان سيكون مقبولاً ولكن هناك عمليات حرق وتدمير غير مقبولة‘‘.
ويعاني السودان من أزمات في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية ’’غير الرسمية‘‘، إلى أرقام قياسية تجاوزت أحياناً 60 جنيهاً مقابل الدولار الواحد.
عذراً التعليقات مغلقة