وليد أبو همام – حرية برس
لم يكن الأمر يحتاج إلى الكثير من التخطيط فالقرار سهل والحجة جاهزة والنتيجة قتل عشرات السوريين، هذا ما يمكن أن يفكر به نظام اعتاد القتل بوحشية تجاوزت حدود تفكير الإنسان.
في الصباح الباكر يوم 12 ديسمبر 2016 كانت طائرات الأسد قد جهزت حمولة غير عادية لترميها فوق رؤوس من بقي من الأطفال و النساء والشيوخ العاجزين عن الهرب في شرقي حماة، فبعد أن يئس النظام من محاولاته لقتل هؤلاء بكل أنواع الأسلحة لم يبق أمامه إلا أن يستخدم الغازات السامة كوسيلة أخيرة لإنهاء حياتهم.
كانت الأهداف محضرة بشكل جيد بحيث تشمل جميع القرى التي يتواجد فيها عدد كبير من الناس، بدأت الطائرات إلقاء القنابل والصواريخ وما إن وصلت الأرض حتى كانت أرواح الناس تصعد إلى السماء ليدرك الناجون أنها غازات سامة.
شملت المناطق المستهدفة كلاً من قرى و بلدات (جروح _ الصلالية _ حمادي عمر _ القسطل) في ريف حماة الشرقي، وكان ذلك كافياً ليحصد العشرات من الأرواح مباشرة دون أن يستطيع الآخرون التفكير بالهرب إلى إحدى المناطق المجاورة.
العشرات فارقوا الحياة دون أن يستيقظوا من نومهم والآخرون كانت آخر لحظاتهم أصعب اللحظات وهم يحاولون شحذ أنفاسهم الأخيرة دون أن يستطيعوا الحصول على هواء خالٍ من السموم.
غصت النقاط الطبية بحالات الاختناق وبدأ عدد الشهداء يرتفع بشكل كبير بعد أن انتهت مهمة الطائرات حيث تم اكتشاف العديد منهم في أماكن مختلفة.
107 شهداء تم توثيقهم فارقوا الحياة خلال ساعة من الزمن في القرى المستهدفة وأكثر من 500 مصاب وصلوا لدرجة الموت وما زال البعض من الناجين يتمنى لو أنه مات في ذلك اليوم بعد أن فقد معظم عائلته أو سببت له تلك المواد الكيماوية عاهة دائمة ستلازمه مدى حياته.
لم تكن مجزرة عقيربات أولى مجازر الأسد بالسلاح الكيماوي ولم تكن آخرها، ولكنها كانت كافية لقتل الحياة في تلك المنطقة، والأمر الأنكى أن نظام الأسد عمد بعد الاستيلاء عليها لإزالة آثار جريمته بتجريف عدد من القرى المنكوبة، وكعادته ألقى التهمة على الضحية وكأن كل تلك الأرواح التي أزهقها لم تشبع غريزة الانتقام لديه.
عذراً التعليقات مغلقة