حرية برس:
جددت واشنطن حديثها المتكرر بشأن سحب كافة قواتها من الأراضي السورية، وخاصةً تلك التي تخوض حملة ضد تنظيم ’’داعش‘‘ بالتعاون مع مليشيا قوات سوريا الديمقراطية ’’قسد‘‘.
ونقلت وكالة ’’رويترز‘‘ عن مسؤولين أمريكيين، اليوم الأربعاء، أن واشنطن تبحث سحب قواتها بالكامل من سوريا، بالتزامن مع قرب نهاية حملتها لاستعادة المناطق التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية ’’داعش‘‘.
وذكرت الوكالة أن القرار، في حال تأكيده، سوف ينهي افتراضات حول وجود عسكري طويل الأمد في سوريا، الشيء الذي اعتبره وزير الدفاع، جميس ماتيس، إضافة إلى مسؤولين آخرين، خطوة من أجل منع ظهور جديد لتنظيم ’’داعش‘‘.
فيما نقلت صحيفة ’’واشنطن بوست‘‘ عن مسؤول عسكري، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قررت سحب جميع القوات الأمريكية من سوريا، لافتاً إلى أن قرار سحب القوات الأمريكية اتُّخذ أمس الثلاثاء، وسينفّذ في أسرع وقت ممكن.
وفي تغريدة له على موقع “تويتر”، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: ’’لقد هزمنا تنظيم الدولة في سوريا، وكان ذلك السبب الوحيد لوجود قواتنا هناك خلال فترة رئاستي‘‘.
بدورها، أفادت صحيفة ’’وول ستريت جورنال‘‘ الأميركية، أن الجيش الأمريكي يبدأ استعداداته للانسحاب من شمال شرق سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن بدأت إبلاغ شركائها بانسحابها الفوري من المنطقة، لافتةً إلى أن ’’قرار الانسحاب جاء بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي هدد بشن هجوم على المليشيات الكردية التي تشكل حليفاً لواشنطن.
وتقود الولايات المتحدة تحالفاً دولياً مكوناً من أكثر من 60 دولة، يشن غارات جوية على معاقل تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في العراق وسوريا منذ قرابة 4 سنوات.
كما تقدم واشنطن الدعم لمليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بحجة محاربة الأخير تنظيم الدولة الإسلامية ”داعش”، في سوريا.
وسبق أن أكد الرئيس الأمريكي ’’دونالد ترامب‘‘ بشكل متكرر أن الولايات المتحدة “ستتخذ قراراً قريباً بشأن وجود قواتها في سوريا، بعد القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية ’’داعش‘‘.
وجاء تصريح الرئيس التركي في وقت شهدت فيه سوريا اتفاقاً بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على نزع السلاح من خط التماس بين فصائل الثوار وقوات نظام الأسد في محافظة إدلب.
وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت أول نقطة مراقبة لها في مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا، شمال سوريا.
وجاء إنشاء النقاط الأمريكية في شمال سوريا في الوقت الذي تسعى فيه تركيا إلى شنّ عمليات عسكرية مماثلة لعمليتي ’’درع الفرات‘‘ و’’غصن الزيتون‘‘ في مناطق شرق الفرات.
وتتمتع الولايات المتحدة الأمريكية بحضور عسكري كبير في سوريا، يتفاوت بين قواعد ذات طبيعة ارتكازية، ونقاط عسكرية متقدمة لدعم المعارك والمواجهات العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية ’’داعش‘‘، فضلاً عن مساندة مليشيا قوات سوريا الديمقراطية ’’قسد‘‘.
علاوة على ذلك، شهد تعداد القوات الأميركية ارتفاعاً متزايداً منذ عام 2015، في ظل الحملة الدولية على تنظيم الدولة الإسلامية’’داعش‘‘، وسعي الولايات المتحدة لتعزيز حضورها العسكري والاستراتيجي في المنطقة.
وينتشر أغلب الوجود العسكري الأميركي في سوريا في المنطقة الممتدة من ’’المبروكة‘‘ شمال غرب الحسكة إلى ’’التايهة‘‘ جنوب شرق منبج. يعتقد أيضاً أن مدينة منبج، شمال شرقي حلب، تمثل المنطقة التي تمركزت فيها آخر قوة أميركية تمركزت في سوريا في شهر مارس/آذار 2017.
عذراً التعليقات مغلقة