ياسر محمد – حرية برس
أثارت تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حول عملية عسكرية تركية مزمعة شرق الفرات في وقت قريب، ردود فعل دولية وفي الداخل السوري، كما استدعت بدء الأطراف بتحشيد قواها عسكرياً وسياسياً، وعقد تحالفات لخوض المعركة التي يمكن أن تكون أكبر من المتوقع.
فقد أعلنت ما يسمى “الإدارة الذاتية” الكردية في مناطق شمال شرقي سوريا النفير العام، أمس الأربعاء، بعد إعلان تركيا بدء عملية عسكرية تجاه المناطق التي تديرها خلال أيام قليلة.
واستنكرت “الإدارة” في بيان صدر أمس، تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وطالبت النظام السوري بالتدخل بشكل فوري، وأضافت: “نناشد المجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة والتحالف الدولي ضد داعش بأن يتخذ موقفًا ضد مخططات أردوغان”.
وقالت وكالة الأناضول إن تنظيم “ي ب ك / بي كا كا” الإرهابي، طلب من نظام بشار الأسد، بيان موقفه عقب إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، قرب انطلاق عملية عسكرية ضد التنظيم الذي يحتل مناطق شمال شرقي سوريا المحاذية للحدود مع تركيا.
ونشرت صفحات على شبكة الإنترنت بياناً لـ “ي ب ك / بي كا كا”، دعا فيه النظام السوري إلى بيان موقفه حيال العملية العسكرية التركية المرتقبة على مناطق خاضعة لسيطرة التنظيم، في إشارة واضحة إلى طلبه مساعدة من النظام في مواجهة تركيا.
وفيما لم يعلن نظام الأسد عن أي موقف حتى الآن، قال “الجيش الوطني” (المعارض) إن جميع الفصائل العسكرية المكونة له ستشارك في العملية العسكرية شرق الفرات.
وقال الناطق باسم “الجيش”، يوسف حمود، لـ”حرية برس” إن العملية ستستهدف كلاً من منبج وتل أبيض وصولاً إلى رأس العين، بالإضافة إلى أكثر من 150 نقطة بين مدينة وبلدة، وأضاف: “سيتم العمل على عدة محاور وليس محور منبج فقط”، في تلميح إلى إمكانية شن هجمات من الأراضي التركية على غرار عملية “غصن الزيتون”.
وكشف “حمود” عن أن التحضيرات لمعركة شرق الفرات بدأت منذ الانتهاء من عملية “غصن الزيتون” في آذار/ مارس الماضي.
وفي السياق، حددت صادر تركية مطلعة، لصحيفة “العربي الجديد”، ثلاث نقاط أساسية حول العملية العسكرية التركية، تتلخص بأنها تأتي في إطار رفع سقف التفاوض من قبل تركيا، ويتعلق الثاني بالتحضيرات التي ما زالت في أولها، وارتباطها بتطورات الانتخابات المقبلة، والثالثة عن مصير الاتفاقات الجديدة مع أميركا والمساحات المستهدفة في العملية. وفي النهاية فإن العملية التركية لا مناص منها وتنتظر توقيتها المناسب، وتستهدف مساحات جغرافية بالمرحلة الأولى، قبيل الانتقال لتجمعات سكنية أو مدن محددة.
وحددت المصادر التركية المنطقة التي يجري الحديث عنها بأنها “طول الحدود من القامشلي إلى عين العرب والبالغة 500 كيلومتر، وبعمق 40 كيلومتراً، والمخطط التركي يجري ضمن هذا الإطار”.
وتصطدم العملية العسكرية التركية والتي لن تتراجع تركيا عنها، بمعارضة أمريكية، يجعل من التنسيق معها ضرورة قصوى، لأن لها قواعد وجنوداً في المنطقة، ناهيك عن مصالحها الواضحة، وفور تصريحات الرئيس التركي، أمس، ردت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بأن أي عمل عسكري من جانب واحد في شمال سوريا “محل قلق بالغ وغير مقبول”.
وقال الكوماندر شون روبرتسون المتحدث باسم البنتاغون في بيان “القيام بعمل عسكري من جانب واحد في شمال شرق سوريا خاصة في ظل احتمال وجود أفراد من الجيش الأمريكي هناك أو في محيط المنطقة محل قلق بالغ. أي أفعال من هذا النوع غير مقبولة بالنسبة لنا”.
وبعيداً عن التصريحات والمسارات السياسية، يواصل الجيش التركي حشد قوات برية مدرعة على طول الحدود مع مناطق سيطرة “قسد” شرق سوريا، في الوقت الذي ترفع فيه قوات “الانفصاليين” الجاهزية وتحشد لمواجهة الهجوم المحتمل في أي وقت.
عذراً التعليقات مغلقة