ظهر رئيس إدارة “المخابرات الجوية” اللواء جميل الحسن، الخميس في درعا، وجال على مدن وبلدات في المحافظة والتقى مسؤولين ووجهاء محليين وقادة في “فصائل التسوية”، بحسب مراسل “المدن” قتيبة الحاج علي.
الزيارة شملت مدن درعا وداعل ونوى وبلدتي الكرك الشرقي والغارية الشرقية، التي تغطي مساحة واسعة من محافظة درعا، ما يعني أن الحسن، والوفد المرافق له، تجولوا في المنطقة بكل سهولة.
ويعتبر اللواء جميل الحسن، من أبرز رموز العنف والوحشية لدى النظام. كما تعتبر “مديرية المخابرات الجوية” الجهاز الأمني الأكثر استخداماً لوسائل التعذيب البربرية ضد السوريين، والمسؤول عن قتل عشرات الآلاف تحت التعذيب.
مصادر “المدن” قالت إن مليشيات النظام في بلدتي الكرك الشرقي والغارية الشرقية طالبت باجتماع للوجهاء من دون تحديد للأسباب، بالتزامن مع استنفار أمني وإغلاق عدد من الطرق، قبل أن يتضح أن الاجتماع سيكون مع جميل الحسن، وعدد من الضباط الذين رافقوه والذين عُرف منهم اللواء عدنان الأسد.
لم تتجاوز مدة اجتماع الوفد مع وجهاء مدينة داعل الساعة، وذلك بعد يوم واحد من العثور على جثة القيادي السابق في المعارضة غانم الجاموس، وآثار التعذيب ظاهرة عليها، بعد اختطافه من قبل “الجوية” في المدينة. بينما اقتصرت الزيارة في مدينة درعا على الاجتماع مع المسؤولين المحليين ورؤساء الفروع الأمنية، من دون حضور للمدنيين أو قادة “فصائل التسوية”.
مصادر مطلعة، قالت لـ”المدن”، إن الاجتماع في الكرك الشرقي عُقد في منزل مختار البلدة، الذي عُرف عنه تقاربه مع النظام طوال السنوات الماضية ودوره في توقيع اتفاقية “التسوية” في البلدة. وشهد الاجتماع مطالبة الوجهاء المحليين للوفد بتوفير الخدمات في المنطقة، ليرد الحسن، بمطالبتهم بدعوة الشباب للالتحاق بالخدمة الإلزامية وعودة المنشقين المتواجدين خارج سوريا. الحسن اعتبر أن محافظة درعا انتصرت على “الإرهاب” والمشروع “الوهابي والإسرائيلي” بحسب تعبيره.
وأضافت المصادر أن الاجتماع لم يشهد تطرقاً لقضية المعتقلين، على الرغم من اعتقال “الجوية” التي يقودها الحسن، لما يزيد عن 46 شاباً في محافظة درعا لوحدها، منذ ثلاثة أشهر، في ظروف اعتقال غير قانونية، قُتل منهم اثنان تحت التعذيب، بحسب إحصائية حصلت عليها “المدن” من “مكتب توثيق الشهداء في درعا”.
ويربط البعض بين زيارة الحسن وإصدار القضاء الفرنسي مذكرة اعتقال بحقه قبل أيام، بالإضافة إلى علي مملوك وعبدالسلام محمود، بتهمة التواطؤ في أعمال تعذيب وحالات اختفاء قسري وارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب. وليس من عادة قادة الأجهزة الأمنية تنفيذ زيارات ميدانية والظهور العلني بين المدنيين.
الدوافع الخفية خلف زيارة الحسن لدرعا، لم تتضح بعد، خاصة أن مضمون الاجتماعات مع الوجهاء يعتبر مكرراً عن كثير من الاجتماعات التي عقدها محافظ درعا والمسؤولون المحليون. تجول الحسن في العديد من المدن والبلدات، قد يُفهم منه البحث عن إعادة النفوذ لفرع “الجوية” بشكل أكبر، بعدما تراجع على حساب فرع “الأمن العسكري” الذي يقوده لؤي العلي، و”الفرقة الرابعة” التي عززت من نفوذها في جنوب سوريا، بالإضافة لانتشار الشرطة العسكرية الروسية وتحكمها في كثير من القرارات.
Sorry Comments are closed