لجين المليحان – حرية برس:
من يظن بأن المواطن في محافظتي درعا والقنيطرة عموماً وعلى وجه التحديد المناطق التي وقعت تحت سيطرة النظام مؤخراً يعيش في أمان وأطمئنان تحت حماية جيش الأسد، وقوات الأمن بأفرعها المتعددة فهو مخطئ.
بعد أن وقعت المنطقة الجنوبية بالكامل تحت سيطرة النظام نتيجة اتفاقات دولية تحت مسمى ’’التسوية والمصالحات‘‘، بات مايأمله المواطن ويتمناه هو العودة للحياة الطبيعية والاستقرار خصوصاً بعد التطمينات والضمانات من جانب المفاوضين الروس الذين تعهدوا بكف أذى النظام وقواته ومليشياته عن المواطنين، إلا أن ماحدث على أرض الواقع هو عكس ذالك تماماً.
حيث تنتشر الأن ظاهرة العصابات وقطاع الطرق واللصوص، ولكن بأسلوب مختلف عن المفهوم التقليدي، حيث أن أولئك اللصوص هم من ضمن قوات نظام الأسد، ويقومون بتلك السرقات في وضح النهار وليس خلسةً أو تحت جنح الظلام كما درجت عادة اللصوص منذ الأزل.
وأكد العديد من ضحاياهم ممن تعرضوا للسرقة أو للنهب أو للإبتزاز على أيديهم، حيث أفاد ’’أبو عايش‘‘ لحرية برس، عن تعرضه للسرقة على أيديهم قائلاً: ’’في فترة مابعد الظهر منذ بضع أيام، اتجه نحو بيتي رتل كبير من السيارات تحمل أعلام النظام، حيث نزل الكثير من العناصر المسلحين وقاموا بتغطية أعيننا مباشرةً بالأقمشة ووضعوا الأسلحة في رؤوسنا، ليغادروا بعد حوالي الساعة ونكتشف بأنهم قد أخذوا قطيعي من الأغنام والبالغ عدده 150 رأس من الغنم‘‘.
وأشار أبو عايش إلى أنهم تابعين للنظام وسياراتهم عليها صور لبشار الأسد، وهي بنظام دفع رباعي مزودة بمضادات، نافياً أن يكون هذا الرتل غير تابعاً لنظام الأسد.
كما أن هناك حالات كثيرة مثل هذة الحادثة من نهب للمزارع والمشاريع الزراعية ومعداتها وغيرها، فضلاً عن حالات الاعتقال في الشارع أو البيت وطلب مبالغ مالية لاطلاق سراح المعتقل مباشرةً، فيضطر المواطنين الخائفين للدفع حتى لا يؤخذ أبنائهم للأفرع الأمنية السيئة السمعة.
فيما لم يتوقف الأمر عند حد نهب وسرقة المواطنين بل تعداها إلى الممتلكات العامة المملوكة لحكومة الأسد نفسها، حتى تلك الممتلكات لم تسلم من النهب أو ’’التعفيش‘‘، ففي منطقة اللجاه الجنوبية والتابعة إدارة أمن الدولة التي من المفترض أن يقوم العميد (محمود….) المسؤول لأمن الدولة في تلك المنطقة المفترض أن يقوم بحماية مصالح المواطنين وحكومة النظام هناك، ولكنه في الواقع يسعى جاهداً لاستغلال منصبه، ولا تزال حالة الفوضى مستمرة، مما دفع الكثير من سكان تلك المنطقة لمغادرتها بعد أن تعرضوا للنهب والابتزاز أكثر من مرة على يد عناصر العميد.
وذكر ’’محمد‘‘ أحد سكان اللجاة، أنه ’’اعتاد العميد محمود وعناصره على السرقة والنهب فقد قاموا بنهب الأبار الخاصة بالدولة حتى مواسير المياه قاموا بتفكيكها وبيعها‘‘.
ويقوم المواطنين الضحايا لهذة الممارسات بتقديم الشكاوي للمراكز الأمنية وللشرطة التابعة لحكومة النظام وحتى الشرطة الروسية، ولكن ما من نتيجة لهذه الشكاوي، فلا يُقبض على المجرم ولا يعود الحق لأصحابه، لنخلص إلى نتيجة في النهاية بأن النظام متفكك، وكل جهاز أمني وكل قطعة عسكرية لا بل وكل ضابط هو مستقل في أفعاله عن الباقين وهمه هو ملئ جيبوبه من المواطن، والمنشأت العامة ، ولو من النظام نفسه، لا يهم ممن طالما يدر عليه المال.
عذراً التعليقات مغلقة