عمران الدوماني – حرية برس :
اعتقلت قوات نظام الأسد المئات من الشبان بعد سيطرتها على الغوطة الشرقية، في شهر نيسان/أبريل الفائت، وذلك بعد أن غدرت بهم وكانوا قد اختاروا البقاء في المنطقة رافضين عملية التهجير القسري إلى الشمال السوري، حيث سحبتهم إلى الخدمة وزجتهم بصفوف جيش النظام، رغم تسوية أوضاعهم.
وقال ’’محمد أبو سعيد‘‘ والد أحد الشبان المقتادين للخدمة في حديثه لحرية برس، ’’بعد سيطرة النظام على الغوطة الشرقية، كان الاتفاق بينه وبين الجيش الحر على عدم أخذ الشبان إلى الخدمة الإلزامية في صفوفه إلا بعد ستة شهور، حيث بدأت بعدها عمليات التسوية لجميع من بقى في الغوطة الشرقية‘‘.
وأشار أبو سعيد إلى أنه ’’بعد التسوية بأسابيع بدأ نظام الأسد باعتقال أعداد كبيرة من الشبان وذلك بحجة مراجعة فرع أمن الدولة ومن ثم يتم تحويلهم إلى فرع الخطيب في العاصمة دمشق، وبعدها يتم أخذهم إلى معسكر الدريج ويتم فرزهم في الغالب إلى جبهات إدلب‘‘.
وأوضح قائلاً: ’’إنَّ حجة تسوية الأوضاع كانت مجرد خدعة لا أكثر، وذلك لكسب أكبر عدد ممكن من الشبان، إلا أنه كان مصيرهم الإلتحاق في صفوفهم، وهذا ما أثار الرعب لدى المدنيين في الغوطة الشرقية، حيث أصبح من النادر جداً ظهور الشبان في شوارع المدن والبلدات‘‘.
بدوره، ذكر ’’مصطفى أبو سامر‘‘ والد أحد الثوار الذين رفضوا التهجير وأرادوا البقاء، ’’كان ابني أحد الثوار وعند سيطرة النظام على الغوطة الشرقية، رفض الخروج وقرر البقاء فيها، ومن ثم قام بتسوية وضعه، إلا أن قوات الأسد اعتقلته بحجة السرقة، ومن ثم تم تحويله إلى فرع الخطيب ليتم تعذيبه والانتقام منه، ومن ثم تم تحويله إلى سجن عدرا المركزي واتهامه بقتل خمسة ضباط وتهم إرهاب غيرها، وتم الحكم عليه بالمؤبد‘‘.
ولفت أبو سامر إلى أن ’’النظام يعاقب من بقي من الثوار من خلال اتهامه بتهمٍ باطلة من قبل شبيحته، ومن ثم تحويله إلى الأفرع الأمنية بدمشق ليتم بعدها بتعذيبه والحكم عليه بالسجن المؤبد، وهذا حال عشرات الثوار ممن أرادوا البقاء في الغوطة الشرقية‘‘.
وكانت قوات نظام الأسد قد سيطرت، قبل 5 أشهر من هذا العام، على مدن وبلدات الغوطة الشرقية بعد حصار وقصف دام لسبعة أعوام، وحملة عسكرية جوية وبرية استمرت لثلاثة شهور متتالية، انتهت بتهجير 60 ألف نسمة من مقاتلي الفصائل وعوائلهم وبعض المدنيين إلى الشمال السوري وتسوية أوضاع الراغبين في البقاء وإمهال المنشقين والمتخلفين عن الخدمة الإلزامية مدة 6 شهور.
عذراً التعليقات مغلقة