ياسر محمد – حرية برس
لا حديث يعلو في هذه الأيام على حديث الأسلحة الكيماوية التي استخدمها نظام بشار الأسد ضد المدنيين السوريين عشرات المرات خلال سبع سنوات من عمر الثورة السورية، حتى بات له سجل حافل بجرائم الحرب، يبدو أن دولاً فاعلة ستستخدمه في هذا التوقيت لإنقاذ إدلب من أكبر مذبحة يمكن أن تقع في القرن الحالي، وفق وصف بعض الدول والمنظمات الدولية.
فتزامناً مع طرح ملف إدلب في أروقة مجلس الأمن الدولي، بعد فشل قمة طهران في حسم الملف، قال محققون من الأمم المتحدة يعملون في مجال حقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، إن قوات النظام أطلقت غاز الكلور، وهو سلاح كيماوي محظور، في الغوطة الشرقية التي كانت تخضع لسيطرة المعارضة، وفي محافظة إدلب هذا العام، في هجمات تمثل جرائم حرب.
وذكر مسؤول بالأمم المتحدة لوكالة رويترز أن هذه الوقائع ترفع عدد الهجمات الكيماوية التي وثقتها لجنة التحقيق بشأن سوريا في البلاد منذ عام 2013 إلى 39 هجوماً، منها 33 هجوماً ارتكبتها قوات النظام. ولم يتم تحديد هوية المتسبب في الهجمات الستة الأخرى.
ويأتي حديث محققي الأمم المتحدة بعد ساعات فقط من عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً بخصوص إدلب اتفق فيه جميع الأعضاء -عدا روسيا- على ضرورة منع أي هجوم على إدلب، ودخلت ألمانيا لأول مرة على الخط، إذ قالت المستشارة أنجيلا ميركل اليوم إن ألمانيا لن تقف مكتوفة الأيدي أو تدير ظهرها إذا حصل هجوم كيماوي جديد في سوريا، وقالت ميركل لمجلس النواب “لا يمكن أن يكون الموقف الألماني هو مجرد قول (لا)، بصرف النظر عما يحدث في العالم”.
إلى ذلك؛ واصلت وكالة “سبوتنيك” الروسية، وهي الذراع المسؤولة عن بث الشائعات الروسية وترويجها، تقديم روايات تمهد لهجوم كيماوي على إدلب ونسبته إلى فصائل المعارضة، فنقلت الوكالة عن “مصادرها في إدلب” أن هيئة تحرير الشام و”الخوذ البيضاء” وبعض فصائل الجيش الحر تعد لفبركة هجوم كيماوي في ثلاثة مواقع محتملة، في جسر الشغور وسهل الغاب وريف حماة الشمالي، وهي المناطق ذاتها التي يقصفها سلاح الجو الروسي وطيران الأسد منذ أيام ويستهدفون فيها المشافي ومراكز الدفاع المدني والمدارس، ما يدلل على أن هجوماً كيماوياً للنظام قد يقع في أحد تلك المناطق التي تخطط روسيا للسيطرة عليها في المرحلة الأولية من الهجوم على إدلب وجوارها.
يذكر أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوربيين، رفعوا سقف تصريحاتهم في الأيام الماضية، وتوعدوا نظام الأسد برد “أقوى بكثير” من المرات السابقة إن هو أقدم على ضرب إدلب بأسلحة كيماوية، ليضيق التصريح الألماني وتصريحات فريق الأمم المتحدة الخناق حول عنق رأس النظام الكيماوي الذي لا يستطيع تحقيق أهدافه العسكرية في إدلب من دون إبادة شاملة، وفق محللين وخبراء عسكريين، وهو ما يستدعي تكرار استخدام أسلحة كيماوية ضد إدلب، وفي ذلك تقريب لنهاية “الأسد” بنفس السلاح الذي خنق به آلاف المدنيين السوريين حتى استحق لقب “بشار الكيماوي”.
Sorry Comments are closed