كشف رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (İHH) “بولنت يلدريم” اليوم الإثنين، عن استعداد السلطات التركية لفتح الطريق من تركيا أمام اللاجئين السوريين نحو القارة الأوروبية في حال لم تتدخل دول الاتحاد الأوروبي لوقف الهجوم المرتقب من قبل قوات الأسد ومليشياته مدعومة بغطاء جوي من طائرات العدوان الروسي على محافظة إدلب.
وقال “يلدريم” في كلمة ألقاها اليوم خلال توديع قافلة مساعدات إنسانية مكونة من 20 شاحنة انطلقت من اسطنبول نحو إدلب إن “مسألة إدلب لا تخص تركيا فحسب، بل دول الاتحاد الأوروبي أيضا، ففي حال لم تتدخل لمنع استمرار القصف في إدلب، فإن تركيا مضطرة لفتح الطريق أمام اللاجئين للتوجه إلى أوروبا”.
وحذر “يلدريم” من مغبة استمرار الحملة العسكرية على إدلب، مبيناً أنها قد تؤدي إلى لجوء نحو مليون شخص إلى تركيا، معتبراً أن الغارات التي تستهدف المحافظة حاليا مخالفة للقوانين الدولية.
وعن المساعدات الإنسانية التي تقدمها الهيئة لسكان إدلب، قال “يلدريم” إن القافلة التي انطلقت اليوم من إسطنبول تعد الأولى في حملة مساعدة أهالي إدلب، وأن الهيئة تهدف لجمع مساعدات إنسانية تصل إلى ألف شاحنة.
ويأتي تصريح رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية اليوم، بعد أن ألمح وزير الداخلية التركي “سليمان صويلو” أمس الأحد، إلى إمكانية فتح المجال أمام المهاجرين واللاجئين السوريين للعبور إلى أوروبا في حال الهجوم على إدلب.
وقال “صويلو” في تصريحٍ للصحفيين خلال زيارته مخيمًا للاجئين السوريين جنوبي تركيا: “إن بلاده لا تتحمل مسؤولية أي موجة هجرة تبدأ من محافظة إدلب جراء الهجمات”، موضحاً أن “ما يهم تركيا في مسألة إدلب هو إنسانيتها التي تتحدى بها الجميع ولن تتخلى عنها أبداً”.
وأضاف إن “مسؤولية أي موجة هجرة تبدأ من هناك (إدلب) لا تعود إلينا.. هذا أمر واضح وصريح، ونحن لن نتخلى عن إنسانيتنا”، وأكد الوزير أن “ممثلي جميع الدول التي تصف نفسها بالكبرى، يحنون رؤوسهم دائماً عند الحديث عن المسألة السورية بالاجتماعات الدولية”، مضيفاً “لأن هناك تناقضاً كبيراً واختلافاً بين ما يخرج من أفواههم وما يفعلونه، والجميع يعلم أنهم ينظرون إلى المسألة كمسرحية” وفقاً لوكالة الأناضول.
وكان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أكد خلال قمة طهران، يوم الجمعة الماضية أن “الوضع في محافظة إدلب مرتبط بالأمن القومي التركي، مجدداً رفضه لأي عملية عسكرية على المنطقة.
وقال “أردوغان” إن “أي هجومٍ على إدلب سيؤدي إلى كارثة، وسيدفع ملايين المدنيين صوب الحدود التركية” بحسب قناة TRT التركية.
يذكر أن الحكومة التركية ألمحت في وقتٍ سابقٍ إلى إمكانية وقف الاتفاق مع بروكسل بشأن تسوية تدفق المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي، والذي تم التوقيع عليه، في الـ18 مارس/آذار 2016 للحد من موجات النزوح التي تقصد القارة الأوروبية.
عذراً التعليقات مغلقة