لجين المليحان – حرية برس:
ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻧﺴﺒﺔ ﻫﺠﺮﺓ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، بسبب تدهور الأوضاع في سورية، ﺇﺫ ﺑﺎﺗﺖ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺗﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ المتخصصين ﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ.
ﻭﻟﻴﺲ ﺳﺮاً ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﻳﺮﻏﺒﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﺧﺼﻮصاً ﺃنهم ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ جراء ﺿﻐﻮﻁ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸية اﻟﺼﻌﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻋﺪة، ﻋﺪﺍ ﻋﻦ مخاطر ﺍﻟﻘﺼﻒ ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻘﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ مؤخراً.
حيث قام نظام الأسد بتهجير الآلاف من أبناء الجنوب السوري في شهر حزيران/يوليو الفائت، بعد فرض سيطرته على المنطقة عبر اتفاقات روسية مع فصائل المعارضة، لترسوا بهم قوافل التهجير في مناطق الشمال السوري الخاضعة لسيطرة الثوار.
وكان من ضمن قوافل التهجير عدد كبير من الكوادر الطبية من أبناء الجنوب السوري الذين رفضوا التسوية فيها وفرّوا من الملاحقات الأمنية والاعتقالات بسبب مهنتهم الإنسانية التي يعاقب عليها نظام الأسد مجرم، الذي يعتبر إنقاذ الأرواح جريمة نكراء، وتعاني هذه الطواقم من أوضاع صعبة في الشمال السوري.
وتحدث الدكتور ’’طارق ذياب‘‘ من أطباء الجنوب السوري لحرية برس، أن الكوادر والمنشآت الطبية هي أول هدف لنظام الأسد دائماً سواء قصف جوي أو مدفعي.
وأشار الدكتور إلى أن نظام الأسد ينظر إلى الأطباء والكادر الطبي كـ’’مجرمون‘‘ ينبغي معاقبتهم أشد العقاب، وبناء عليه تم تهجير عدد كبير من الكوادر الطبية لدى استيلاء النظام على المنطقة الجنوبية.
وأضاف ’’ذياب‘‘ أنه لم يلق الكادر الطبي أي أهتمام من أي جهة كانت الحكومة المؤقتة أو من المنظمات الإنسانية، منوهاً إلى أن هناك صعوبات واجهتهم ولا سيما في إيجاد السكن وغالبية الكوادر لم يتم تأمين عمل لهم، كما أن معظمهم أوضاعهم المادية صعبة للغاية.
ولفت ’’ذياب‘‘ إلى أن ’’قسم من الأطباء اضطروا للمغامرة مرة آخرى بحياتهم وكل مايملكون من أجل الدخول إلى تركيا رغم الصعوبات الجمّة واستغلال تجار البشر من المهربين، والبعض الأخر ينتظر مصير مجهول في الشمال‘‘.
وذكر الدكتور قائلاً: ’’لقد هاجر عدد كبير من الأطباء تقريباً 50% إلى تركيا بسبب عدم وجود ظروف ملائمة للعمل والعيش، حيث بلغ عدد المهجرين من الكوادر الطبية من الجنوب السوري حوالي 40 طبيباً من كافة الاختصاصات، وبلغ عدد أطباء الأسنان والصيادلة 10 أطباء، أما باقي الكوادر الطبية من مخبريين وممرضين وأخصائي تخدير حوالي 50شخصاً‘‘.
يذكر أن بعض المنظمات التي كانت هذه الكوادر متعاقدة معها في الجنوب السوري، استقبلت بعض من هؤلاء الأطباء في الشمال وتم تأمين سكن لهم لمدة من الزمن، وبعضهم الآخر تم تامين عمل له حسب اختصاصه، إلا أن النسبة الأكبر لم يتم تأمين عمل لهم، ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ آفة الحرب هذه ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻫﻤﻮﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭيين، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺤﺼﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﺑﺴﺒﺐ ﻧﻘﺺ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ.
عذراً التعليقات مغلقة