وليد أبو همام – حرية برس:
شهدت مدينة سلمية في بداية إنطلاق الثورة السورية عدة مظاهرات شاركت فيها أعداد كبيرة من أهل المدينة مطالبين بحريتهم كما هو حال كل رافض لديكتاتورية الأسد.
وتعتبر مدينة السلمية التي تقع شرقي مدينة حماة 30 كم من المدن الهامة في المحافظة وخاصةً أنها تشكل بوابة فاصلة بين شمال البلاد وجنوبها.
ونتيجة إنخراط غالبية المدينة بالحراك الثوري وتقديمها العديد من الشهداء والمعتقلين بدأ نظام الأسد بتضييق الخناق على المدينة من خلال الاعتقالات وإطلاق يد شبيحته وأبرزهم: ’’مصيب سلامة‘‘ والذي تزّعم مجموعات للقتل والخطف بمشاركة من بعض ضعاف النفوس في ريف حمص وحماة للحصول على مبالغ مالية مقابل تحرير المخطوفين.
إلا أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، فقد نجح نظام الأسد بتجنيد معظم شبابها في صفوف مليشيا الدفاع الوطني، فبدأت المدينة تعاني من حالة عدم استقرار وخاصةً بعد انتشار السلاح بين الشباب ذوي الأعمار الصغيرة فازدادت حوادث القتل سواء العمد أو الخطأ.
وتناقضت آراء المواطنين فيما يتعلق بظاهرة انتشار السلاح، إلا أن معظمهم يرى أن هذا الأمر غير صحيح ويجب وضع حد له.
ويقول ’’أبو هاشم‘‘ أنه كان يتوجب على الشباب دون استثناء حمل السلاح في المراحل السابقة عندما كانت المدينة تعاني من هجمات إرهابية إلا أنه أصبح من الصعب السيطرة على هؤلاء الشبان بعد أن اعتادوا على حمله.
فيما تضع ’’أم بشار‘‘ اللوم على حكومة نظام الأسد في السماح لهؤلاء الشباب بحمل السلاح وخاصةً بعد أن تعرضت هي وابنتها لإطلاق نار في أحد الشوارع من قبل شاب لا يتجاوز عمره الثامنة عشر.
بينما يرى آخرون أن هذه الحالة لم يعد لها من مبرر، متسائلين عن سبب تساهل حكومة الأسد في منعهم من حمل السلاح، وخاصةً أن إطلاق النار أصبح أمراً معتادً في كافة المناسبات مما زاد من الإصابات بطلقات طائشة.
انتشار السرقات والحبوب المخدرة
كثرت في الآونة الأخيرة حوادث السرقة في المدينة وخاصةً بطريقة النشل حيث اعتمد بعض الشباب هذه الطريقة لنشل الحقائب النسائية، وذلك بالاعتماد على الدراجات النارية حيث وقعت أكثر من ثلاثة حوادث نشل خلال شهر آب/أغسطس، فيما لم يتم التعرف أي من الفاعلين.
وتقول ’’سهام‘‘ إحدى السيدات التي تعرضت لمحاولة نشل، إن شابان يقودان دراجة نارية حاولا سرقة الحقيبة بينما كانت تسير في أحد الشوارع، إلا أن ذلك لم يحصل بسبب دخولها لطريق فرعي.
فيما نجحت عدة محاولات آخرى وتمّكن السارقون من الهرب، ويرى البعض أن انتشار هذه الظاهرة يعود للوضع الأمني المتدهور في عموم البلاد واعتياد بعض الشباب العاطلين عن العمل على الحصول على أموال بطريق القوة لسد مصاريفهم الكبيرة.
وضبطت شرطة مدينة سلمية في الأشهر الثلاثة الماضية عدد من الأشخاص الذين يتاجرون بالحبوب المخدرة والحشيشة وكان آخرها بتاريخ 26 آب/أغسطس الفائت، حيث تمكنت من مداهمة أحد المحلات والكائن في شارع زينب واعتقلت عدد من الأشخاص بحوزتهم حبوب مخدرة ليتم ترويجها بين الشباب وخاصةً طلاب المدارس مما يجعل انتشارها بسهولة أكبر بين أوساط هذا الجيل الذي يفتقد إلى الرقابة.
ومن ناحية أخرى لوحظ في الآونة الأخيرة انتشار ’’الأركيلة‘‘ بين الأطفال، حيث ظهرت صور لعدد منهم في أحد المقاهي يقومون بالتدخين، وذكر مواطنون من المدينة بأن هذا المنظر أصبح عادياً، حيث يشجع بعض الأهل أولادهم على ذلك ويهمل البعض الآخر مراقبة تصرفاتهم مما جعل هذه التصرفات الخاطئة تنتشر سريعاً.
كما حمل آخرون المسؤولية لأصحاب المحال بالسماح للأطفال بالتصرف بهذه الأفعال وعدم محاسبتهم من قبل حكومة الأسد نتيجة الانفلات الأمني الواضح في المدينة و غياب تطبيق القوانين، فيما يصف البعض ذلك بالإهمال المتعمد من قبل النظام، مما يشكل هاجساً لسكان المدينة بتحولها إلى مدينة خارجة عن القانون.
عذراً التعليقات مغلقة