حرية برس:
سيطرت قوات نظام الأسد، اليوم السبت، على طريق دمشق – عمان الدولي بشكل كامل بعد دخول عدد من بلدات ومدن مدينة درعا باتفاق مع الجانب الروسي لوقف القتال في المنطقة.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصدر مسؤول بقوات الاسد، إن قوات النظام أقامت نقاط عسكرية على طول الطريق الدولي، بعد دخول بلدات نصيب وأم المياذن باتفاق مع الجانب الروسي.
وانتشر عناصر من قوات نظام الأسد في معبر نصيب الحدودي مع الأردن، بعد انسحاب فصائل الجنوب السوري منه بموجب اتفاقها مع الروس.
وكانت قد أعلنت قوات نظام الأسد سيطرتها على معبر نصيب الحدودي مع الأردن بالكامل، يوم الجمعة، فيما قالت مصادر محلية أن رتلاً عسكرياً كبيراً توجه نحو المعبر الحدودي وهو يرفع علم نظام الأسد والعلم الروسي.
وأشارت وكالة أنباء نظام الأسد (سانا) يوم أمس الجمعة، إلى أن “علم الجمهورية العربية السورية رفع على معبر نصيب الحدودي مع الأردن في ريف درعا الجنوبي”.
ويُسمى المعبر الحدودي نصيب في سوريا، والجابر في الأردن، حيث يقع بين البلدتين ذاتهما، وبين محافظتي درعا السورية، والمفرق الأردنية.
واستغرق العمل في إنشاء المعبر نحو ستة أعوام، بدءاً من 1991، وانتهاءً بـ1997، على مساحة تُقدر بـ2867 دونم، وتكمن أهميته في نقل البضائع التجارية بين سوريا وكل من الأردن والخليج العربي.
وسيطرت فصائل الجيش الحر في الجنوب السوري على المعبر بعد معارك عنيفة مع قوات نظام الأسد في الأول من نيسان عام 2015، بعد فترة من سيطرتها على معبر الجمرك القديم أيضاً.
من جهة اخرى، أفادت مصادر محلية بأنه تشكل وفداً من الفصائل العسكرية والفعاليات المدينة بريف درعا الغربي والشمالي بهدف استكمال التفاوض مع الروس.
ويتضمن الوفد المفاوض من مدن وبلدات نوى والحارة وجاسم وانخل ونمر وبالتنسيق مع منطقة الجيدور بالريف الشمالي والغربي لمحافظة درعا، حيث تحرك الوفد للقاء الروس لبدء التفاوض.
وكان من المفترض أن يكون الاتفاق مع الوفد الروسي أمس الجمعة، لكامل محافظتي درعا والقنيطرة، إلا أن الريف الغربي والشمالي ومدينة القنيطرة رفضوا الإتفاق وطلبوا مهلة للتشاور فيما بينهم، ليعودا اليوم إلى طاولة المفاوضات.
وكانت قد اتفقت فصائل الجيش الحر في الجنوب السوري، يوم الجمعة، مع الجانب الروسي بعد عدة اجتماعات للتفاوض فيما يخص مصير المنطقة.
وقال مراسل حرية برس في درعا، إن الاتفاق الذي توصلت إليه الفصائل العسكرية مع الجانب الروسي ينص على على إنسحاب قوات الأسد والمليشيات الموالية لها من 4 قرى شرقي محافظة درعا كان قد سيطر عليها نظام الأسد مؤخراً وهي كحيل والجيزة والمسيفرة والسهوة.
وتضمن الاتفاق تسليم فصائل الجيش الحر لسلاح الثقيل على دفعات وخروج من يرغب من المقاتلين إلى الشمال السوري، وانتشار للشرطة الروسية على الحدود السورية الأردنية، وعودة جميع النازحين إلى مدنهم وقراهم التي خرجوا منها جراء العمليات العسكرية من قبل نظام الأسد وحلفائه.
ويأتي اتفاق فصائل الجيش الحر بالجنوب بعد عدة جولات خاضها الوفد المفاوض مع الجانب الروسي وباءت بالفشل، بسبب إصرار الطرف الأخير على تسليم الفصائل العسكرية سلاحها الثقيل.
وجاءت جولة التفاوض الأخيرة عقب وساطة أردنية نجحت في إعادة مفاوضي فصائل الجيش الحر إلى الطاولة مع الجانب الروسي بشأن التوصل لاتفاق نهائي ينهي القتال بين الطرفين.
وشهدت محافظة درعا هجوماً وحشياً تشنه قوات الأسد بدعم روسي إيراني منذ نحو ثلاثة أسابيع، تسبب باستشهاد أكثر من 200 مدني وجرح العشرات، بالإضافة إلى تشريد أكثر من 300 ألف نسمة بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وتتفاقم أوضاع النازحين يوماً بعد يوم مع استمرار الجانب الأردني إغلاق حدوده، في ظل غياب كلي للمنظمات الإنسانية والدولية مع بعض المساعدات الخجولة الذي يجمعها الأهالي في الأردن وإرسالها عبر معابر محددة.
عذراً التعليقات مغلقة