بصفقات سريّة.. عمليات تبادل للأسرى بين “داعش” و”قسد”

فريق التحرير7 يونيو 2018آخر تحديث :
مقاتلون من مليشيا قوات سوريا الديمقراطية عند نقطة تفتيش في ريف منبج – رويترز

أحمد زكريا – حرية برس

على الرغم من القتال الدائر بين تنظيم “الدولة الإسلامية” ومليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من التحالف الدولي في شرق سوريا، إلا أن ما يجري خلف الكواليس من صفقات متبادلة بين الطرفين، يبقى طي الكتمان وبشكل سريّ.

وبحسب مصادر محلية، فإن قوات سوريا الديمقراطية تحظر وبشكل ملحوظ على المدنيين وحتى الصحفيين المتواجدين في مناطق سيطرتها، أي محاولة البحث عن تفاصيل العمليات السرية والاتفاقات والتفاهمات التي تمت بينها وبين داعش.

وتعدُ عمليات “مبادلة الأسرى” بين الطرفين، من أبرز ما تم رصده وكشفه من قبل عدة مصادر من داخل مناطق سيطرة داعش أو قوات سوريا الديمقراطية.

عمليات سريّة في ريف الحسكة

وفي هذا الصدد، تحدثت مصادر مطلعة من ريف الحسكة، عن إجراء عملية مبادلة للأسرى بين “داعش” و”قسد” تمت في ريف الحسكة الجنوبي، بإشراف قياديين من كلا الطرفين.

وأضافت ذات المصادر، أن عملية مبادلة للأسرى تمت بسريّة تامة بين الطرفين وذلك في قرية “حسو” بريف الحسكة الجنوبي، قبل عدة أيام، خرج بموجبها 11 عنصر لتنظيم “داعش” مقابل إطلاق سراح أكثر من 18 عنصراً لمليشيا “قوات سوريا الديمقراطية”.

ولم تكن عملية التبادل تلك الأولى من نوعها، وفق المصادر ذاتها، بل سبقها عملية مشابهة لتبادل الأسرى بين تلك الأطراف بالقرب من ذات القرية، خلال الشهر الماضي، أطلقت بموجبها “قسد” سراح 8 عناصر من “داعش” من بينهم عناصر من جنسيات أوروبية، مقابل إطلاق “داعش” سراح أكثر من 38 عنصراً لـ”قسد”.

وقال الناشط الحقوقي “مضر الأسعد” في تصريح خاص لحرية برس: إن الاتفاق الذي جرى في قرية “حسو” بريف مدينة الشّدادي، تم بين الجهاز الأمني لقسد مع جهاز الحسبة التابع لـ”داعش” بقيادة المدعو “أبو الليث الجزراوي” وهو أحد قادة “داعش” الكبار وهو عراقي الجنسية وله علاقات واسعة مع “قسد”، من خلال قيادات وعناصر “داعش” الذين انضموا لـ”قسد”، وهم في مواقع متقدمة في مناطق “الشدادي والرقة والطبقة وجنوب الحسكة عامة”، مشيراً إلى أن عملية التبادل شملت عشرات العناصر بين الطرفين غالبيتهم من العناصر الأكراد (من جماعة قنديل).

وأضاف، أنه سبق في السنوات الماضية أن جرت مثل هذه الاتفاقيات في مدن وبلدات “مركدة، والرقة، الطبقة، وتل حميس، والشّدادي، وأبو خشب”، مؤكداً أن العلاقة بين “قسد وداعش” لم تنقطع أبدًا رغم سير المعارك بينهما والتي راح ضحيتها فقط الأهالي الأبرياء.

اتفاقيات وصفقات مشبوهة في دير الزور

ولم تكن مناطق الصراع بين “داعش وقسد” في أرياف دير الزور بمنأى عن تلك الصفقات والتي وصفها ناشطون بأنها صفقات “مشبوهة”، كان عنوانها الأبرز “تبادل الأسرى”.

“صهيب الجابر” الصحفي في شبكة “فرات بوست” والتي تغطي أخبار المنطقة الشرقية عموماً، قال لحرية برس: إن تنظيم “داعش” وعلى الرغم من أنه يعتبر من أكثر التنظيمات قساوة في التعامل مع الأسرى، كونه كان يقوم بإعدامهم بشكل مباشر في سياسة تختلف عن باقي الكيانات والفصائل على الساحة السورية.

وتابع، أن التنظيم وبعد أن خسر مدناً كبيرةً مثل “الرقة وديرالزور والبوكمال” وانحساره في منطقتي” ريف البوكمال شرق الفرات وريف الحسكة الجنوبي” واختزال المعارك ضد طرف واحد هو “قسد” المدعومة بالتحالف الدولي، فقد اضطر إلى تغيير سياسته واللجوء إلى عمليات تبادل للأسرى وذلك بسبب حاجته القوية الى العنصر البشري في ظل مقتل الآلاف من عناصر التنظيم وهروب عدد كبير آخرين وانشقاقهم عن التنظيم.

وأشار “الجابر” إلى أن البداية كانت بعد أن خسر تنظيم “داعش” منطقة “الشعيطات” وانحساره في المنطقة الممتدة من مدينة “هجين” حتى “الباغوز” على الحدود السورية العراقية، ليقوم تنظيم “داعش” بإبرام اتفاقية كبيرة مع “قسد” تتضمن وقف العمليات العسكرية والغارات، وإدخال مواد إلى مناطق التنظيم وأيضاً القيام بتبادل الأسرى.

ففي شهر أبريل الماضي، أجرى تنظيم “داعش ومليشيا “قسد” عملية تبادل أسرى في حقل “العمر النفطي” الذي يعتبر قاعدة عسكرية للتحالف الدولي، حيث قام “داعش” بالإفراج عن عشرة عناصر لـ”قسد”، مقابل إفراج الأخيرة عن مثلهم من التنظيم

ولفت، إلى أن عمليات التفاوض، بحسب “الجابر”، تتم عبر أحد التجار الكبار من ريف حلب ويدعى “القاطرجي”، والذي يملك علاقة جيدة بين جميع الأطراف، وعبر شخص آخر يعرف باسم “النحاس” وهو من أكثر الأشخاص الضالعين بموضوع الهدن والاتفاقات والصفقات التجارية وصفقات التبادل والأسلحة المشبوهة، حتى كان لفترة من الفترات يجري محادثات كوسيط بين “قسد وداعش”، لخروج الأخير صوب مناطق الجيش الحر عن طريق “حاجز العون”، وهو الخط الأول للاشتباك بين “قسد” والحر، ولكن عندما تم كشف الأمر من قبل الجيش الحر تم الغاء المخطط.

“عرّابو” الاتفاقات مصيرهم القتل

يقول “محمد الخضر” مدير منظمة “صوت وصورة” في حديثه لحرية برس: إن عرابي التفاهمات السرية بين مليشيا “قسد” وتنظيم “داعش”، هم “شيوخ العشائر” بالإضافة لأشخاص لهم ثقلهم بالمنطقة على مستوى شعبي، مشيراً في الوقت ذاته إلى الصفقة السرية التي تمت والتي على إثرها انسحب “داعش” من مدينتي “الرقة والطبقة”، عندما فتحت “قسد” ممرات لهم من أجل الخروج.

وأضاف، أن هناك عدد كبير من الوسطاء ممن توسط بين “قسد” و”داعش”، سواء للانسحاب أو عبر تبادلات للأسرى، تم اغتيالهم بطريقة مجهولة، كون الطرفين يخشون من فضح أمرهم ولا مصلحة لهم بذلك.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل