عفرين – حرية برس:
عقب وصول قوافل المهجرين قسراً من مدن وبلدات الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي وأحياء جنوبي دمشق وشمالي حمص للشمال السوري حيث نجوا من قصف قوات الأسد ومجازر شريكه الروسي، اختارت بعض العائلات منطقة عفرين شمالي حلب كوجهة للإقامة بحثاً عن الأمن والآمان الاستقرار، ليفاجأوا بفصل جديد من المعاناة يدق أبوابهم.
لم يختر الأهالي وجهتهم ولم يكونوا على علم بما تخبئه لهم الأرض الجديدة، ليذوقوا مراً زادهم معاناة وهماً أكثر فأكثر بعد وصولهم لعفرين، ولدى وصولهم للمدينة استقبلهم الجيش الحر وأمن لهم المنازل، ليخرجوا منها، بعد مدة قصيرة لا تتجاوز عشرة أيام، بحجة أنها منازل مراقبة من قبل المخابرات التركية.
انتهاكات بالجملة دون رقيب
“بلال” أحد المهجرين الذين وفدوا إلى مدينة عفرين استأجر بيتاً في المدينة بعقد إيجار رسمي بينه وبين المالك، لتقوم مجموعة من فصيل “الحمزة” بمداهمة منزله وسرقة أغراضه، وبعد أن تقدم بشكوى للشرطة العسكرية لإعادة ممتلكاته، قام عناصر الفصيل بضربه وإهانته أمام زوجته، وتم حبسه لساعات، حيث وجهت له عدة تهم من قبل عناصر الفصيل بأنه ينتمي لتنظيم الدولة وللمليشيات الكردية، ليضطر عقب خروجه من السجن إلى مغادرة عفرين وترك المنزل الذي كان قد دفع أجاره مقدماً لثلاثة أشهر.
“عبد” أيضاً كان له من القصة نصيب، واضطر لترك المنزل الذي يستأجره، بعد أن وجهت له تهديدات من قبل “جيش الشرقية” بعد مغادرة صاحب المنزل لمناطق سيطرة قوات الأسد في مدينة حلب، واتهم أيضا بأنه عميل للمليشيات الكردية، وتعرض للمضايقات اليومية أثناء دخوله وخروجه من المنزل، وتمت سرقة المنزل المجاور له بحجة أن مالكه يعمل مع المليشيات الكردية وهو مطلوب، ليعود ويتفاجئ بإفراغ منزله من جميع محتوياته، وهو مدني ليس له أي انتماء لحزب أو فصيل لكن خوفه من المقاتلين المحسوبين على الفصائل منعه من تقديم أي شكوى خوفاً من أي أعمال انتقامية.
وكانت مصادر محلية أكدت قبل أيام لحرية برس: مقتل الأستاذ “محمد شاهين” واختطف اثنان من أقربائه، في حي الزيدية في مدينة عفرين على يد مسلحين ملثمين لم تعرف هويتهم، أثناء محاولتهم سرقة المجني عليه، حيث لقي مصرعه أثناء مقاومتهم.
وشهدت مدينة عفرين قبل يومين إطلاق رصاص عشوائي في شارع الفيلات، أسفر عن إصابة طفل برأسه، من قبل أحد عناصر فصيل “أحرار الشرقية” لتعتقله قوات الامن التركي على الفور.
وسجلت العديد من حالات الخطف والتي غالياً ما يكون الهدف منها فدية مالية مقابل إطلاق سراح المخطوف، والتي كان أخرها فجر يوم أمس، حيث حاول مسلحون ملثمون خطف السيد “صبحي عبدو” الذي يعمل في تجارة مواد البناء في حي المحمودية، حيث تمكنت قوات الشرطة العسكرية من إفشال المحاولة، ولكنها لم تستطع معرفة هوية العصابة.
لم تكن هذه الحوادث الأخيرة، في ظل الانفلات الأمني الذي تعيشه منطقة عفرين بسبب عناصر “محسوبين على فصائل الجيش الحر”، حيث تم الاعتداء على العشرات من المهجرين والمقيمين في المنطقة وخصوصاً مهجري الغوطة الشرقية وضربهم دون رادع أو رقيب.
من جهة أخرى يعاني المهجرون المقيمون في منطقة عفرين من عدة صعوبات، أهمها صعوبة التنقل بين بلدات وقرى عفرين بسبب الحواجز التركية والتي تطلب أوراق مهمات للدخول والخروج بين القرى والمدينة، في ظل غياب كامل للمؤسسات الخدمية والإغاثية والطبية في المدينة.
يذكر أن قوات الشرطة الحرة مصحوبة بالكوماندوس التركي استلمت مبنى قيادة الشرطة في عفرين أمس، للبدء بمهامها في حماية المدينة والأهالي وتسيير أمور المدينة وفرض الأمن.
عذراً التعليقات مغلقة