أتصفح تلك الصور، التي تداولتها مختلف مواقع التواصل الاجتماعي. عن مخيم اليرموك “المحرر من الإرهابيين”!!!
وأحاول أن أستجمع ذكريات طفولتي في هذا المكان، لأتعرف على حي كان يعني لي الطفولة بأوج سعادتها. أيام نهاية الأسبوع التي كنت انتظرها كانتظاري للعيد، لأقضي في هذه الشوارع والحارات أجمل أيام طفولتي.. لأرى في كل صورة الأبنية كما كانت والمحلات المختلفة، والشوارع المكتظة، أبي وأمي يمسكان بيدي، وأقدامي لا تكاد تلامس الأرض فرحاً.
أنتقل لصورة أخرى لأرى تلك الطفلة الشقية تركض وتلعب بفرح لا يغادرها طوال زيارتها القصيرة لبيت جدها، وأتذكر طريقي نحو مدينة الملاهي.
الصباح في كل يوم في هذه المنطقة لا يفارقني شجنه، حيث كانت جدتي تضعني في عربة الخضار وتذهب بي الى السوق، تعشقت بداخلي تلك الذكريات حتى أني لأذكر حركة العربة على حجارة الطريق وتأملي لحاراتها وأسواقها.
أتفحص تلك الصور علّي أجد ذاك الشارع الذي تهت عن أهلي فيه مرات عديدة ورحت أمشي في شوارع المخيم واكتظاظها لا أدري أين أذهب، ليجدني بائع متجول ويقوم بوضعي على عربته حتى تجدني عائلتي.
أما أيام رمضان والعيد، فلها الحصة الأكبر والأجمل من تلك الذكريات التي فقدت لذتها ومعناها منذ ابتعادي عن ذاك المكان، مكان كان يعني لي السعادة والحياة والحب والدفء.
أنظر الى هذه المنطقة “المحررة” الآن بكل أسى ودموع لم أعد أقوى على مقاومتها وأردد “ياحوينتك ياالمخيم!!!”
عذراً التعليقات مغلقة