مجلة “مريم”، أول مجلة للأطفال بالعربية في أوروبا، وهي مجلة شهرية تصدر من ألمانيا، أسسها السوريان رعد أطلي المقيم في ألمانيا ومحمد قنطار المقيم في السويد.
“حرية برس” أجرى حواراً مع السيد رعد أطلي، رئيس تحرير مجلة “مريم” وأحد مؤسسيها.
- من أين أتت فكرة تأسيس مجلة مريم؟ وتسميتها؟
** مساء الخير، وشكرا لحرية برس على الاستضافة والاهتمام بالمجلة والمنتج الثقافي عموماً. جاءت فكرة المجلة بالأساس من حاجتنا الماسة كعائلات لإيجاد مادة ثقافية باللغة العربية للطفل في أوروبا، وكانت معظم المواد بأسعار مرتفعة يضاف إليها أيضاً أسعار شحن مرتفعة، وجودة الصناعة عادة ما تكون منخفضة، إضافة إلى المحتوى الذي لا يأخذ بعين الاعتبار البيئة الاجتماعية المحيطة بالطفل، لأن معظم تلك المنتجات تأتي من المنطقة العربية. يضاف إلى ذلك أننا خضنا أنا وزميلي محمد قنطار في عملية التأسيس تجربة التدريس في المدارس السويدية والألمانية، ولاحظنا أن الأطفال المتمكنين من لغتهم الأم أكثر، هم أسرع بتعلم لغة بلد الإقامة لأنهم قادرين على استيعاب منطق اللغة بالعموم بشكل أكثر سلاسة، فجاءت فكرة إنتاج منتج ثقافي أوروبي باللغة العربية وليس مستورداً يعالج البيئة الاجتماعية المحيطة بالطفل، وتم تسمية المجلة بهذا الاسم لأن مريم هو قاسم مشترك بين الثقافات واسم مقبول ومحبوب من مختلف الثقافات، كما أن مخارج حروفه سهلة ويمكن أن يلفظ بالعربية واللغات الأوروبية على حد سواء، وهو اسم فتاة، وذلك يتماشى مع أحد أهم أهداف المجلة، وهي المساواة بين الجنسين.
- ما الهدف من إنشاء المجلة؟
** الهدف الرئيسي هو تعلم الطفل اللغة العربية عن طريق وسيلة حيادية لا تحمل أي إيديولوجيا، وتهدف إلى ترسيخ القيم الإيجابية للثقافة العربية، وتشرب القيم الإيجابية للثقافة الغربية، حيث نسعى للمساهمة في بناء شخصية للطفل مستقلة ومطلعة على ثقافتها ومعتدة بها، ولكن في نفس الوقت منفتحة على الثقافة الأوروبية وفاعلة إيجابياً في المجتمعات التي تتواجد فيها.
- ما الرسالة التي تبنتها المجلة لإيصالها لقرائها الأطفال؟
** الرسالة تعتمد التركيز على القيم الإنسانية المجردة مثل الصدق والمحبة والتعاون والانفتاح والكرم والالتزام بالعمل وغيرها من القيم العامة التي تؤدي على خلق شخصية فاعلة وراقية في التفكير والأخلاق.
- ماهي الأعمار التي تستهدفها المجلة؟ وما الاختصاصات الموجودة فيها؟
** المجلة مخصصة للشريحة العمرية ما بين 5-13 سنة، وهناك بعض المواد لما دون الخمس سنوات، والمجلة متنوعة تتطرق لمعلومات علمية وأدبية وسياحية وتاريخية، وفي قصصها المصورة تعالج القيم التي ذكرناها في سؤالكم السابق.
- هل ستستهدف المجلة أعماراً أكبر في المستقبل؟
** سيكون هناك إصدارات مختلفة عن المجلة مستقبلاً موجهة لشرائح عمرية مختلفة سواء أكبر أو أصغر.
- ماذا عن توسيع العمل في الدول الأجنبية خارج أوروبا؟ تركيا مثلاً
** المجلة حالياً تعمل خارج أوروبا ولدينا زبائن من الولايات المتحدة وغيرها، وسيتم نشرها في تركيا خلال الفترة القريبة القادمة، والتحضير جار لذلك، ويختلف سعرها في تركيا بما يتناسب مع القوة الشرائية للمقيمين فيها.
- هل هناك انتشار للمجلة؟ وما الدول التي تنشر فيها بنسبة جيدة؟
** الانتشار الأكبر للمجلة في ألمانيا ومن ثم السويد وفرنسا، وبين السوريين بالدرجة الأولى، وذلك يعود لأسباب عدة، أولها أن السوريين يأتون في الحلقة الأولى من شبكة العلاقات لدينا، إضافة إلى أن معظم السوريين المشتركين هم من الوافدين الجدد، وبسبب الحنين القريب والطارئ تبقى اللغة العربية هاجساً أكبر بالنسبة لديهم.
- هل تحاكي الأطفال السوريين فقط أم الأطفال العرب بشكل عام؟ وهل تلقى استجابة بين الجاليات العربية؟
** المجلة موجهة لكل الأطفال الناطقين بالعربية والراغبين في الحفاظ عليها أو تعلمها، ونشهد نحن في أسرة المجلة تفاعلاً وإقبالاً كبيراً من الوافدين من البلاد العربية سواء عرباً أم من أعراق أخرى، والجميع يشجعنا والأجواء حول المجلة بالعموم إيجابية ومبشرة بالخير، وتدل على اهتمام كبير باللغة العربية من قبل العائلات المقيمة في أوروبا.
- هل هناك قسم تعليمي للغة العربية في المجلة؟
** طبعا، وحالياً يتم العمل على منهج تعلم اللغة العربية عن طريق اللعب، وسيكون منهجاً على الانترنت وأيضاً سيتم تقسيمه لأجزاء وتقديمه كهدية للمشتركين في المجلة.
عذراً التعليقات مغلقة