مالك الخولي – حرية برس:
يصادف اليوم الخميس اليوم العالمي لحرية الصحافة، مهنة الحقيقة، التي استشهد لأجلها مئات من خيرة شباب سوريا على مدار سبع سنوات ونيف، واعتقل وخطف العشرات منهم.
حمل الصحفيون والمواطنون الصحفيون في سوريا على عاتقهم تصوير وتوثيق الفظائع والجرائم التي يمارسها نظام الأسد والتنظيمات التي استجلبها بحق السوريين وإيصالها إلى العالم، أملاً منهم في وقف تلك المذابح، وعلى الرغم من ضعف الإمكانيات استطاع الشباب السوري من غير الأكاديميين أن يمارسوا المهنة بحرفية وإخلاص، ودفع الكثير منهم ثمن ذلك حريتهم وأرواحهم أيضاً.
ولم تقتصر تضحيات الصحفيين في سوريا على السوريين منهم، بل تصدرت سوريا قائمة أخطر البلدان في العالم بالنسبة للصحافة لعدة سنوات سابقة، حيث قتل واختطف العديد من الصحفيين الأجانب أثناء محاولتهم تأدية الرسالة ونقل الوقائع.
ومنذ بدء الثورة السورية مارس 2011 استشهد 540 صحفياً ومواطناً صحفياً وإعلامياً من السوريين، كان آخرهم اليوم، الشاب عبد المنعم عواد زكريا، وهو إعلامي لدى مركز الشرطة الحرة في سراقب، استشهد بانفجار دراجة مفخخة في محافظة إدلب التي تشهد أسوء اضطراب أمني منذ أسابيع.
بات الصحفيون ومن في حكمهم اليوم الأكثر تهديداً من كل حاملي السلاح في سوريا، ولم يعد قتلهم حكراً على قوات نظام الأسد، بل إن هؤلاء الصحفيين يعدون بمثابة ضحية مفضلة لدى المليشيات المتعددة الجنسيات والفصائل المسلحة لا سيما المتشددة منها، وبحسب تجمع ثوار سوريا؛ فقد قتلت قوات الأسد 427 صحفياً، 37 منهم قضوا تحت التعذيب في السجون، كما قتل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” 64 صحفياً على الأقل، بينهم شهيد تحت التعذيب، واستشهد 17 صحفياً بأيدي قوات العدوان الروسي، و 5 شهداء بأيدي المليشيات الكردية، بينهم شهيد تحت التعذيب، و 5 شهداء بأيدي فصائل معارضة، وشهيدان بأيدي هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وشهيدان بحوادث أثناء قيامهم بتغطية الأحداث، وشهيد بأيدي الجيش التركي، فيما استشهد 16 صحفياً بأيدي مجهولين، بينهم شهيد تحت التعذيب.
وقد بدأت قوات نظام الأسد بوقت مبكر استهداف الصحفيين، وفي وقت كانت تفرج عن أصحاب السوابق والجرائم من سجونها، كانت تعتقل هؤلاء ولا يخرج من سجونها إلا شهيد أو ذو حظ عظيم، دفع أقاربه كل يملكون لإنقاذه. حيث استشهد 12 منهم في العام 2011، وارتفعت الوتيرة بشكل حاد لتصل إلى 101 شهيداً في العام 2012، ويعد العام 2013 الأسوء بالنسبة للصحفيين، حيث استشهد فيه ما لا يقل عن 162 صحفياً، وفي العام 2014 استشهد نحو 83 صحفياً، بينما استشهد 94 صحفياً في العام 2015، 46 شهيداً في العام 2016، 41 شهيداً في العام 2017، و 12 شهيداً منذ مطلع العام الحالي.
لا تزال قوات نظام الأسد تلاحق الصحفيين وتقتلهم عمداً وتعتقل العشرات منهم بشكل تعسفي، ويأخذ منحاها العديد من القوى المسيطرة في المناطق الخارجة عن سيطرتها، إلا أن ذلك لا يزيد الصحفيين إلا همة ودافعاً لأجل فضح ممارسات تلك القوى ومحاربة استبدادها في سبيل الوصول إلى الهدف الأسمى؛ وطن لا صوت يعلو فيه على صوت الحقيقة.
عذراً التعليقات مغلقة