يبدو أن الظروف التي تمر بها الثورة السورية من أصعب الظروف على مدى 8 سنوات من عمرها، هل ينطبق المثل عليها كلما ضاقت اقترب الفرج!
بعد هذه الانتكاسات التي تكررت في الأشهر الماضية بدءاً من الغوطة الشرقية وليس انتهاء بالقلمون الشرقي فإن أكثر ما آلم الشعب السوري ذلك المشهد من الترسانة العسكرية التي كانت بحوزة الثوار في القلمون الشرقي وتم تسليمها للنظام في وقت كانت تحتاج الثورة السورية فيها للطلقة، إلا أن الفصائل التي كانت تستحوذ على هذه الترسانة لم تكن لتظهرها ولا حتى لتقوم بعمل عسكري على مواقع النظام.
إن مطار الضمير العسكري كان من أقرب المطارات للقلمون إلا أن الفصائل كانت تقف موقف المتفرج مما يحصل في الغوطة وخصوصاً أن غالبية الطائرات الحربية أقلعت من مطار الضمير الذي كان من السهل قصفه من القلمون، وأكثر ما يثير الجدل هو سكوت الفصائل وهم على دراية كاملة بأن السيناريو سيتكرر في مناطق أخرى ومنها القلمون.
هل يبرر عمل الفصائل وهل ستتم محاسبة القادة المسؤولين عن هذا الفعل الذي لا يغتفر بنظر الثوار؟ وفي وقت كثر فيه الحديث عن خيانة كبرى أصابت الثورة السورية ممن استلموا زمام الأمور ألا وهم (سفهاء القوم) يصدر بيان من جيش الإسلام يبرر فيه ما حصل وبأن عدد المقاتلين كان قليلاً وبأن المدنيين هم من منعوا أي عمل عسكري باتجاه النظام، الأمر الذي أعتبره عذر أقبح من ذنب حيث أن الأسلحة في غالبيتها يمكن استخدامها على مسافات بعيدة وإصابة أهداف بدقة عبر امتلاك صواريخ الغراد و الدبابات…
نستنتج مما حصل في مناطق الثورة السورية بأن القيادات أثبتت فشلاً ذريعاً في الإدارة إن كان على قصد أم من غير قصد ولكن الخطأ يعتبر قاتلاً في الحروب خصوصاً مع خسارة مناطق قدمت المئات من الشهداء حتى تحررت ليتم تسليمها بهذه السهولة، من هنا بدأت الأصوات تتعالى بمحاسبة كل من تسول له نفسه أو سولت له نفسه بالمساس بمبادئ الثورة وأهدافها لأن من يتنازل عن هدف كمن باع دينه بدنياه!
هل سيتم تشكيل محاكم لمحاكمة القياديين أيا كانوا ومهما كانت قوتهم ليتم تطهير الثورة من أمثالهم.
هذا مطلب جماهيري محق يجب الأخذ له وخصوصاً في مرحلة إعادة الحسابات وترتيب الأوراق، فالنصر لا يأتي حتى يتم إزالة كل الشوائب الصغيرة منها أو الكبيرة.
عذراً التعليقات مغلقة