دير الزور – حرية برس:
تسود المناطق التي تسيطر عليها مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، التي يهيمن عليها المقاتلون الكرد، حالة من الفوضى والفلتان الأمني والاعتقالات العشوائية، وتتكشف يوماً بعد يوم ممارسات تلك المليشيات مع الأهالي والتضييق عليهم وعمليات النهب والسلب والتخريب التي ترتكبها تلك المليشيات بحق المدنيين.
ولعل قرى وبلدات دير الزور والرقة كانت صاحبة النصيب الأكبر من حالات الاعتقال العشوائي ومداهمة منازل المدنيين التي جرت في الآونة الأخيرة، والهدف منها السرقة والاستيلاء على أموال المدنيين، إضافة لحوادث الخطف مقابل فدية مالية.
وأحد الأمثلة الواضحة على تلك الممارسات سرقة عناصر مليشيا “قسد” لسيارات المدنيين والتعدي على أصحابها بالضرب وربما الاعتقال والتهمة جاهزة في حال رفض صاحب السيارة تسليمها لهم، ليلصقوا به تهمة الانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” ويعتقل على إثرها ويتعرض في السجون للتعذيب وربما للتصفية.
“محمود السلمان” من أهالي قرية حطلة في دير الزور والتي تسيطر عليها قوات الأسد والمليشيات الإيرانية، لجأ “السلمان” إلى المناطق التي تسيطر عليها مليشيا “قسد” إبان سيطرة قوات الأسد ومليشياته على قريته، وسكن في بلدة معيزلة شرقي دير الزور، وفي إحدى الليالي داهمت قوة من مليشيا قوات “قسد” منزله في الساعة 2فجراً، وفتشوا منزله وأخذو بعض الممتلكات الثمينة ومبلغاً يقدر بمئتي ألف ليرة سورية، ومن ثم اقتادوه بسيارته إلى خارج القرية، ومن ثم توقف العناصر وألقوا “السمان” بجانب الطريق وأخذو سيارته وماله بعد أن أبرحوه ضرباً.
تعافى “السلمان” من الحادثة بعد أسبوع، وبدأ يبحث عن سيارته وومتلكاته في مقرات ومراكز تواجد المليشيا، وعند مراجعته لمقر استخبارات مليشيا “PYD” ليسأل عن سيارته، أجابه أحد العناصر: “إذهب كي لانعتقلك”، لكن “السلمان” أصر على السؤال ورفض الذهاب، فاعتقله عناصر المليشيا لـ 12 يوماً ذاق فيها كل أنواع التعذيب والإهانة.
وتنهتي قصة “السلمان” بعد أن أوكل مهمة البحث عن سيارته لشاب مقابل 350 ألف ليرة سورية، الذي وجد السيارة في بلدة عين العرب “كوباني”، ليشتري سيارته من أحد عناصر المليشيا بخمسة آلاف دولار، ويجد سيارته بحال يرثى لها.
وأكدت مصادر محلية “لحرية برس” تعرض عشرات المدنيين لسرقة سياراتهم على حواجز المليشيات التي تنتشر بكثرة في القرى الواقعة شرقي نهر الفرات في “معيزلة، والحوايج، ومحيميدة” بحجة أن السيارات غير نظامية ولاتحمل أوراق رسمية، مع العلم أن أغلب السيارات في الشمال السوري أوروبية المصدر ولاتحمل أوراقاً رسمية.
الجدير بالذكر أن محافظات “الرقة ودير الزور والحسكة” شهدت العديد من الأعمال مشابهة، حيث خطف العديد من المدنيين من قبل مليشيا “قسد” التي طالبت بدورها بمبالغ مالية كبيرة للإفراج عن المختطفين، إلى جانب تعرض محال تجارية وطبية ومستودعات تجارية للنهب، قدرت قيمتها بعشرات الملايين.
عذراً التعليقات مغلقة