كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن الرئيس دونالد ترمب استغرب عدم قتل وكالة المخابرات المركزية الأميركية عائلة من قالت إنه “إرهابي” سوري جرى استهدافه بطائرة مسيرة في وقت لم تحدده.
وقالت الصحيفة في تقرير لها نشرته يوم أمس الجمعة حول الخلافات بين ترمب وقادة الجيش بشأن عملياته المستمرة في أفغانستان والعراق وسوريا، إن الرئيس غيّر قواعد كان قد قررها سلفه باراك أوباما بشأن دور المخابرات في استهداف الإرهابيين.
الصحيفة أشارت إلى أن الرئيس طلب في نهاية يوم طويل قضاه في وكالة المخابرات المركزية بعد توليه منصبه عام 2016، تسليح الطائرات المسيرة التي تسيرها الوكالة واستهداف الإرهابيين مباشرة، بعد أن كان أوباما قد قرر أن تتفرغ المخابرات للمهام الاستخبارية، وتترك مهمة قتل وقصف الأهداف الإرهابية للجيش.
وبحسب التقرير فإن ترمب أبلغ مسؤولي وكالة المخابرات ضرورة أن يقوموا بتزويد طائراتهم بالصواريخ في أسرع وقت ممكن، وحثهم قائلا “إذا استطعتم القيام بذلك خلال عشرة أيام فعليكم القيام به”.
قتل المدنيين
ويشير التقرير أيضا إلى أن ترمب بدا غير مهتم بدقة الأسلحة التي تقتل الإرهابيين من أجل الحد من الخسائر بين المدنيين.
وقال إن رئيس عمليات الطائرات المسيرة شرح للرئيس نوعية الذخائر التي تستخدمها طائرات الوكالة، والتي تتميز بدقتها في الاستهداف دون إلحاق أضرار بغير الهدف خاصة من المدنيين، وأن الرئيس بدا غير مهتم لهذا الأمر.
وعندما عرض هذا المسؤول تسجيلا لاستهداف أحد الإرهابيين في سوريا، وكيف جرى انتظار ابتعاده عن منزل تقيم فيه عائلته قبل إطلاق صاروخ باتجاهه، سأل ترمب “لماذا تأخرتم؟”.
وتعلق صحيفة “ذا هيل” التي نقلت تعليق ترمب عن واشنطن بوست، بالقول إن تعليق الرئيس يخالف تأكيده أثناء حملته الانتخابية عام 2015 أنه يؤيد إخراج عائلات الإرهابيين، وأنه أشار إلى أنهم يريدون الحياة.
ما النصر؟
يشار إلى أن تقرير الواشنطن بوست -الذي أورد الحادثة- ركز على أن قرار ترمب سحب قوات بلاده من سوريا، كشف عن توتر في علاقة الرئيس الأميركي بجنرالات جيشه.
وتقول الصحيفة إن الخلاف يتركز على ما يعنيه “النصر” في الحروب التي دخلتها الولايات المتحدة منذ عام 2000 ولا زالت مستمرة.
وتلفت إلى أن هذه النقاشات مستمرة منذ وقت، وأنها ساهمت في إقالة مستشار ترمب للأمن القومي ماكماستر الذي كان يدعم وجودا أميركيا مفتوحا في أفغانستان، وهو الأمر الذي يرفضه الرئيس.
وبحسب تقرير الصحيفة، فإن إستراتيجية ترمب تقوم على أن الحروب يجب أن تكون “وحشية وسريعة وتشن بأسلحة نارية هائلة مع القليل من الاهتمام بالضحايا المدنيين”.
كما يبين أن هناك نقاشا بين الجنرالات على أن 17 عاما من الحروب الأميركية في هذا الجزء من العالم -أفغانستان والعراق وسوريا- “كانت بمثابة درس في حدود القوة الساحقة لإنهاء الحروب”، التي قالت إنها تغذيها الخلافات الطائفية والحلفاء غير الموثوقين وفساد حكوماتهم.
المصدر
الجزيرة نت
عذراً التعليقات مغلقة