دعا مسعود بارزاني، رئيس الإقليم الكردي في العراق، الحكومة المركزية في بغداد، إلى إجراء “حوار جدي” من أجل إيجاد حلول للمسائل العالقة بين الطرفين، مشيرا إلى أن “اتفاقية سايكس بيكو ماتت ونحن من نقرر مصيرنا”.
جاء ذلك في رسالة مفتوحة، نُشرت في بيان لرئاسة الإقليم الكردي، اليوم، بمناسبة مرور 100 عام على توقيع اتفاقية “سايكس بيكو”، بين بريطانيا وفرنسا.
وقال بارزاني في الرسالة التي تابعتها الأناضول، إن “اتفاقية سايكس بيكو ماتت، ونحن من نقرر مصيرنا، فإما أن نبقى على الشراكة مع العراق، أو أن نكون جيراناً جيدين”.
وأضاف: “أدت هذه الاتفاقية بعد الحرب العالمية الأولى، إلى تفتيت المنطقة، دون أخذ رغبة السكان والطبيعة الديموغرافية للمنطقة بنظر الاعتبار، وظُلمت شعوب المنطقة، وخاصة شعب كردستان كثيراً”.
وتابع : “كانت نتيجة هذا الاتفاق مأساوية على شعب كردستان في إطار الدولة العراقية بالمقام الأول، ففي الدولة التي شكلت على أساس الشراكة بين القوميتين الرئيسيتين وهي الكردية والعربية، تم تجاهل الشراكة، وتمت إيقاع أكبر مأساة وظلم وإجحاف على شعب كردستان، من قبل الحكومة والأنظمة العراقية المتلاحقة”.
ولفت إلى أن “شعب كردستان بذل كل ما لديه من أجل بناء العراق على أساس الشراكة والديمقراطية والفيدرالية، وللعمل على تحسين الوضع في العراق وكتابة الدستور، لإرساء الشراكة والتوافق، لكن في الواقع لم يتم العمل بالدستور، وتهربت الحكومة العراقية من الالتزامات، وانتهكت الشراكة، وقطعت قوت شعب كردستان”.
وبحسب بارزاني “عمليا العراق مقسم الآن، والطائفية هي من تشكل خطوط هذا التقسيم، لقد خرق داعش الحدود وأنشأ أخرى جديدة في العراق وسوريا والكثير من البلدان الأخرى، وشعب كردستان غير مسؤول بأي شكل من الأشكال عن الوضع الحالي في العراق”.
واستدرك: “المسؤولية عن هذا الوضع، تقع على كاهل من قسموا المنطقة، قبل 100 سنة من الآن، وكذلك على السياسات الخاطئة لحكام المنطقة وبغداد، الذين حاولوا إرساء الاستقرار بقوة السلاح والقهر، ولم ينجحوا في ذلك”.
وأوضح بارزاني، “يجب أن نعترف بالواقع الحالي، أن مفهوم المواطنة لم يتحقق ولم يعد للحدود والسيادة معنى، وأن اتفاقية سايكس بيكو انتهت، لذا يجب على الدول والمجتمع الدولي، بدلا من الدفاع عن استمرار معاناة شعب العراق كمسؤولية تاريخية أن تفكر في حل واقعي وحقيقي للعراق والمنطقة، وإلا فستستمر الحروب والتطرف والمآسي، والمخاطر على السلم والأمن الدوليين”.
ووقعت كل من بريطانيا وفرنسا الاتفاقية السرية في 16 مايو/ أيار 1916، ممثلتين بالدبلوماسيين الفرنسي جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس، حيث حصلت فرنسا على سوريا ولبنان ومنطقة الموصل في العراق، بينما ترك العراق وتحديدا بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربي والمنطقة الفرنسية في سوريا لبريطانيا، التي حصلت أيضا على السيطرة على فلسطين، وذلك بعد أن ثبّتت عصبة الأمم مضمون اتفاق “سايكس – بيكو” في اقرار مبدأ الانتداب.
وكان مسعود بارزاني، قال في وقت سابق: “يجب على الإقليم أن يجري استفتاءً غير ملزم على الاستقلال”، مشيراً أن “الوقت حان للشعب الكردي لكي يتخذ قرار حول تحديد مصيره من خلال استفتاء”.
فيما دعا المجلس الرئاسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه بارزاني، قبل نحو أسبوعين، إلى ضرورة إجراء “استفتاء من أجل الاستقلال”.
وشهدت العلاقات بين الإقليم والحكومة العراقية توترا كبيرا في الفترة السابقة، خصوصا فيما يتعلق بآلية تصدير النفط من الإقليم وحصته من الموازنة المالية العراقية، إضافة إلى قيام الحكومة الاتحادية بقطع رواتب موظفي الإقليم، إضافة إلى عدم تمكن الطرفين من التوصل إلى تفاهمات بخصوص تسليح البيشمركة وإجراء الاستفتاء الشعبي في المناطق المشمولة بالمادة (140) من الدستور العراقي الدائم.
وتنص تلك المادة على إجراء استفتاء في الإقليم الكردي بالعراق، لسؤال السكان إذا كانوا يريدون الانفصال عن بغداد أو البقاء ضمن عراق واحد.
عذراً التعليقات مغلقة