زياد عدوان – حلب المحتلة – حرية برس:
بعد تمكن الميليشيات الشيعية المدعومة من قبل إيران من بسط سيطرتها على غالبية الأحياء السكنية والتجارية في مدينة حلب، باتت الحرائق المتنقلة تغزو الأسواق والمحلات التجارية وأحياناً البيوت التي يصعب على عناصر الميليشيات استملاكها وذلك بسبب عدم استحواذهم على أوراق ثبوتية صادرة عن أمانة السجل العقاري والتي يقوم باستخراجها مسيري المعاملات بطريقة مزورة ولكن بوسائل شرعية وبطرق ملتوية، ضمن كبرى عمليات التزوير والتغيير الديموغرافي الذي يجتاح مدينة حلب والتي أصبحت مرتعاً لعناصر الشبيحة والميليشيات الذين يعتبرون أنفسهم أصحاب السلطة العليا في المدينة.
ومع ذلك فإن مدينة حلب تعيش أزمة من الحرائق المتنقلة والتي غزت جميع الأحياء والأسواق ضمن ما يعرف بحلب القديمة، حيث بدأت أولى الحرائق بعد زيارة علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني لقلعة حلب والأحياء القديمة بالإضافة لأماكن تتخذها الميليشيات الشيعية مزارات لها في مدينة حلب، وتوالت الحرائق بشكل شبه يومي وأحياناً بشكل شبه أسبوعي خاصة في الخانات والأسواق القديمة.
كما أن معظم الحرائق التي نشبت استهدفت بشكل خاص المطاعم ومحلات الوجبات السريعة، حيث سجل منذ بداية العام الماضي حتى نهاية شهر شباط الجاري حوالي ستة وعشرين حريق، تم تسجيل معظمها ضد مجهول أو بسبب مشاكل كهربائية أدت لحصول ماس كهربائي أفضى لحدوث حريق عجزت عنه سيارات الإطفاء والتي غالباً ما تصل متأخرة بالرغم من قربها من أغلب أماكن حدوث الحرائق.
وتتمركز عدة مراكز تابعة لفوج إطفاء حلب ضمن المدينة، بالإضافة لوجود ستة مراكز إطفاء تتوزع على أطراف المدينة، ولكن معظم الحرائق التي نشبت حيرت معظم المدنيين الذين أكدوا في حديثهم لحرية برس “بأن سيارات الاطفاء لا تصل إلى مكان الحريق إلا متأخرة وبعد أن يكون الحريق قد انتهى، وأدى لاحتراق كل شيء، وقال إبراهيم وهو أحد سكان حي الجلوم ضمن حلب القديمة “يقوم عناصر الميليشيات بجولات في الأسواق القديمة ويتجولون في الخانات وعندما يريدون أخذ أتاوات ووضع يدهم على أملاك وأبنية ضمن الأسواق والخانات القديمة يلقون رفض ومقاومة من قبل أصحابها الحقيقيين، وعقب فشل عناصر الميليشيات بالحصول على ما يريدون يقومون بإضرام النيران في الأسواق والمحلات التجارية، حيث أنهم يستخدمون مواد سريعة الاشتعال وقابلة للتمدد، وخلال فترة الحريق يقوم عناصر الشبيحة والميليشيات بإطلاق الرصاص الحي عشوائياً من أجل إرهاب المدنيين وقطع الطريق على سيارات الاطفاء الأمر الذي يتسبب بتأخير وصولهم.
وسجل خلال الشهرين الماضيين اندلاع العديد من الحرائق التي نشبت في المعامل الصناعية وفي مطاعم الوجبات السريعة بالإضافة إلى احتراق عدة ورشات صناعية بالقرب من المدينة الصناعية وفي منطقة العرقوب الصناعية، وتم تسجيل جميع حالات الحرائق بسبب تماس كهربائي ولم يتم توقيف أو اعتقال أحد عناصر الشبيحة والميليشيات بتهمة افتعال الحرائق، مع العلم أن معظم المدنيين الذين التقت بهم حرية برس أكدوا على جميع الحرائق التي نشبت كانت بسبب قيام عناصر الشبيحة والميليشيات بإضرام النيران بشكل مقصود ومباشر وذلك بسبب عدم استحواذهم على ما يريدون، وقال نذير وهو عامل في مطعم “نجمة حلب” والذي احترق نتيجة قيام عناصر من الشبيحة بإضرام النيران فيه بعد رفض صاحبه إعطائهم الوجبات السريعة والسندويش بشكل يومي وبالمجان، بشكل يومي أصبح يأتي عناصر من الشبيحة ويطالبون بالوجبات السريعة ولكن دون ان يقومون بدفع الفواتير وقد تكرر هذا الأمر لمدة اسبوع كامل وبعد رفض صاحب المطعم إعطائهم الوجبات السريعة أتوا ليلاً بعد إغلاق المطعم وقاموا بإضرام النيران فيه، وقد تسبب ذلك بإحتراقه بالكامل.
وغطت سحابة من الدخان الأسود العديد من الأحياء الغربية لمدينة حلب منذ نحو أسبوعين وذلك بسبب احتراق أكثر من تسعة حافلات تابعة لشركات أهلية في منطقة الشهباء الجديدة غربي مدينة حلب، وذلك بعد رفض أصحاب الحافلات دفع الاتاوات لعناصر من الشبيحة والميليشيات بشكل مستمر، وقد وصلت سيارات الإطفاء متأخرة وكان الحريق قد أسفر عن احتراق جميع الحافلات بشكل كامل.
عذراً التعليقات مغلقة