مناطيد إنترنت
تخطط شركة «ألتايروس» المدعومة من شركة الاتصالات اليابانية العملاقة «سوفت بانك» لإطلاق مناطيد تحلق في السماء، بدلًا من تكبد عناء بناء أبراج الاتصالات أو حفر أميال لتوصيل كابلات الألياف الضوئية، بهدف تأمين خدمة الإنترنت للمناطق الريفية النائية. وستربط هذه المناطيد على الأرض وهي محلقة على ارتفاع 244- 259 مترًا. وتعد مناطيد «سوبر تور» طريقة مبتكرة لإيصال خدمة الإنترنت إلى مناطق نائية لم تصلها سابقًا.
وبوسع كل منطاد -وفقًا لشركة «ألتايروس-» تغطية مساحة تصل إلى 10 آلاف كيلومتر مربع، وهي مساحة تحتاج إلى نحو 20- 30 برجًا من الأبراج التقليدية لتغطيتها. وخلافًا للأبراج، يمكن تأمين الإنترنت عبر مشروع «سوبر تور» بسرعة أكبر وتكلفة أقل بكثير. علاوة على عمل كل منطاد بصورة آلية تمامًا، ما يجعله أكثر موثوقية وفعالية من تقنيات الإنترنت اللاسلكية الهوائية الأخرى.
وتعمل مناطيد «سوبر تور» كأبراج الاتصالات التقليدية لكن بكفاءة أعلى؛ إذ بوسعها تأمين الإنترنت بسهولة لعدد أكبر من الأشخاص، بفضل ارتفاعها الشاهق وإشاراتها اللاسلكية. وزود كل منطاد من مناطيد الإنترنت هذه بوحدات راديوية متعددة للإرسال والاستقبال. وتخطط شركة ألتايروس لإطلاق هذه الخدمة خلال العام الجاري.
خدمة الإنترنت للجميع
ولم تكن شركة ألتايروس السباقة في التفكير باستخدام المناطيد لتوسيع نطاق خدمات الإنترنت؛ إذ طورت شركة ألفابيت الراعية لجوجل فكرة مماثلة أطلقت عليها اسم «بروجيكت لون» وطبقتها في بورتوريكو بعد إعصار ماريا. ونجح المشروع بتأمين خدمة الإنترنت لأكثر من 200 ألف من سكان بورتوريكو.
ويتوقع أن يتفوق مشروع «سوبر تور» من شركة ألتايروس على «مشروع لون» من ناحية المتانة والاعتمادية؛ إذ سيكون بوسعه تأمين إنترنت سريع يكفي لتشغيل الفيديوات، وليس لإرسال الرسائل القصيرة ورسائل البريد الإلكتروني فحسب. ولن تتأثر هذه المناطيد بالرياح بسبب ربطها بإحكام في الأرض، ويفترض أن تكون قادرة على تحمل رياح تزيد سرعتها عن 160 كيلومترًا في الساعة الواحدة.
ولا يعني هذا أن هذه المناطيد لن تتعرض للتلف أو الضرر، لكن بسبب أهميتها وكفاءتها والمساحة الشاسعة التي تغطيها، ستتنافس جهات عدة على إصلاح الأضرار وتأمين التحديثات اللازمة. وفقًا لما ذكره موقع «مذربورد.»
وقد نشهد جهودًا أخرى مماثلة لتوفير خدمة الإنترنت من ارتفاعات أعلى مما خطط له هذا المشروع؛ إذ تنوي شركة سبيس إكس إرسال أقمار اصطناعية إلى الفضاء لبناء شبكة إنترنت عالمية. وكان يفترض إطلاق قمرين من هذه الأقمار صباح يوم 22 فبراير/شباط، لكن الإطلاق تأجل إلى أجل لاحق.
على غرار ذلك، تشيّد حاليًا مشاريع أخرى عديدة لتوفير الإنترنت للجميع؛ إذ تعمل شركة فيسبوك على تطوير منصة مفتوحة المصدر تدعى «أوبين سيلولير،» فضلًا عن مشروعها الآخر «أكويلا درون بروجيكت.» وتعتزم شركة تابعة لألفابيت استخدام الليزر لتوفير الإنترنت لقرى الهند النائية. ولم يعد حل هذه المشكلة حصرًا على الشركات الخاصة؛ بل تطور كل من كندا ونيويورك خططها في هذا أيضًا.
جميع هذه المشاريع مرحب بها في عالم ما زال أكثر من نصف سكانه دون إنترنت. ولا يرى مزودو الخدمة أي جدوى في صرف الأموال لتمديد كابلات الألياف الضوئية وبناء أبراج الشبكات الخليوية مقابل أن يحظوا بعدد قليل جدًا من العملاء. وهنا تتجلى الحاجة الماسة لمشاريع كمشروع ألتايروس.
عذراً التعليقات مغلقة