الغوطة الشرقية – حرية برس:
استشهد أكثر من 121 مدنياً وأصيب مئات آخرون وخرجت عدد من الأفران والمستشفيات عن الخدمة، اليوم الثلاثاء، إثر مئات الغارات الجوية بالصواريخ شديدة الانفجار والبراميل من قبل طائرات الأسد وطائرات العدوان الروسي على مدن وبلدات الغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق لليوم الثالث على التوالي.
وأفاد مراسل حرية برس في الغوطة الشرقية: أن طائرات الأسد والعدوان الروسي استهدفت الأحياء السكنية في مدن وبلدات الغوطة بصواريخ شديدة الانفجار وبراميل متفجرة وقذائف مدفعية في كل من “المرج، بيت سوى، النشابية، عربين، مسرابا، دوما، الأشعري، كفربطنا، عين ترما، زملكا، سقبا، حمورية” أسفرت عن استشهاد أكثر من 121 مدنياً بينهم نساء وأطفال، وأصيب المئات بجروح منهم بحال حرجة، وأدت إلى دمار كبير جداً في الأحياء السكنية.
واستهدفت طائرات الأسد وطائرات العدوان الروسي البنى التحتية في مدن وبلدات الغوطة الشرقية بعشرات الغارات الجوية، أسفرت عن خروج 6 مستشفيات ونقاط طبية عن العمل بشكل كامل، 3 منها في حمورية وسقبا ومنطقة المرج، كما خرجت عدد من الأفران عن الخدمة ومنها فرن “المنفوش” في بلدة مسرابا والذي كان يورد الخبز لمعظم مدن وبلدات الغوطة الشرقية، في ظل حصار خانق تفتقر نتيجته معظم الأفران لمادة الطحين.
مشاهد من داخل إحدى النقاط الطبية التي تغص بالجرحى في الغوطة الشرقية
وقال منذر فارس الناطق الرسمي باسم حركة أحرار الشام في الغوطة الشرقية في حديث لحري برس: “للأسف الأسد وميليشياته والروس يمعنون في قصف الغوطة، ولا يطال القصف إلا تجمعات المدنيين والأسواق العامة والمنطقة الوسطى البعيدة عن الجبهات والمناطق العسكرية للثوار، حيث أن هناك عائلات بأكملها تحت الأنقاض”، وأضاف فارس: “أما فيما يخص جبهاتنا فهي ثابتة ومدعمة ويتم التنسيق بين جميع ثوار الغوطة الشرقية، لتوحيد وتكثيف الجهود لصد هذه الحملة التي يروج لها الأسد وستبقى الغوطة عصية شامخة بوجه الأسد وميليشياته، كما تم كسر شوكة الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، وثوار الغوطة بإذن الله سيكسرون شوكة سهيل الحسن”.
وأكد المجلس المحلي لمدينة دوما في بيان له أن الغوطة الشرقية تتعرض لـ”إبادة جماعية ممنهجة من قبل قوات نظام الأسد”، مضيفاً أن المنطقة تشهد “تصعيداً غير مسبوقاً وذلك باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين العزل”، وطالب المجلس كلاً من “الجمعية العامة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومجلس الأمن، بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية والإنسانية والعمل على إيقاف حملة الإبادة الجماعية” في الغوطة الشرقية، وأشار المجلس إلى أن نظام الأسد صعد من هجماته بعد تصريحات وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف”، بتطبيق تجربة حلب في الغوطة الشرقية.
وعلى إثر هذا التصعيد، طلبت محافظة ريف دمشق والحكومة المؤقتة التابعتان للمعارضة السورية من هيئة التفاوض تعليق المفاوضات بهدف إنهاء التصعيد في الغوطة الشرقية وفك الحصار عنها، وقالت إن تصاعد القصف الهستيري للنظام تزامن مع تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بشأن تطبيق نموذج حلب على الغوطة الشرقية، وهذا يؤكد الخيار العسكري لنظام الأسد وروسيا في الحل، وأنهما لا يعيران أي اهتمام للمسار التفاوضي.
ردود فعل دولية “خجولة”
قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت: “أن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد العنف في الغوطة الشرقية، وسيؤدي التصعيد إلى تفاقم المعاناة الإنسانية الخطيرة بالفعل لما يقرب من 400 الف شخص، وندعو جميع الأطراف إلى الالتزام بعدم التصعيد غير المشروط للعنف”.
وأصدرت هيئة علماء المسلمين في العراق بياناً نددت فيه بما أسمته حرب الإبادة التي تستهدف المدنيين في الغوطة الشرقية من قبل قوات الأسد وروسيا، وقالت الهيئة: “إن جرائم الإبادة المتواصلة التي يتعرض لها الأبرياء في شتى بقاع سوريا، هي نتاج تواطؤ دولي وإقليمي مفضوح يهدف إلى إعادة تقسيم المنطقة على الشكل الذي تريده (القوى العظمى) دون النظر إلى مصلحة الشعوب وآمالها، وإن التصريحات الهلامية التي تطلقها المنظمات الدولية على استحياء، تأتي لذر الرماد في العيون، كمحاولة لامتصاص أي غضب شعبي محتمل، والعمل في الوقت نفسه على إرضاء الأنظمة المستبدة، التي تحرص على البقاء على سدة الحكم حتى لو أبادت شعوبها بالكامل”.
وأعرب المبعوث الأممي إلى سوريا “ستيفان دي مستورا”، عن تخوفه من تحول الغوطة الشرقية إلى “حلب ثانية” نتيجة التصعيد الذي تشهده من قبل قوات الأسد وروسيا، وقال “دي ميستورا” إن “تصعيد القتال في الغوطة الشرقية يهدد بأن تصبح حلب ثانية، ونحن تعلمنا، كما أرجو دروساً من ذلك”.
وكان منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا “بانوس مومتزيس” قد شدد في بيان له على ضرورة وقف استهداف المدنيين في الغوطة الشرقية المحاصرة، وقال إن “الوضع الإنساني للمدنيين في الغوطة الشرقية يخرج عن السيطرة، ولا بد من إنهاء هذه المعاناة الإنسانية التي لا معنى لها الآن، مشدداً على أن “استهداف المدنيين الأبرياء والبنى التحتية يجب أن يتوقف حالاً”.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها الاستهداف المتعمد للمناطق الآهلة بالسكان وبنية أساسية مدنية، بما في ذلك منشآت طبية”، معتبرةً أن ذلك “يمثل انتهاكاً جسيماً للقانون الإنساني الدولي”، وأكدت أن “هذه الأفعال يتحمل مسؤوليتها نظام الأسد وكذلك روسيا وإيران، اللتان تقدمان الدعم له، وضامنتان في إطار اتفاقات أستانة، وقفاً للأعمال العدائية يفترض أن ينطبق على الغوطة”.
يذكر أن مدن وبلدات الغوطة الشرقية تتعرض لحملة قصف عنيفة من قبل قوات الأسد وقوات العدوان الروسي بالطائرات والمدفعية وصواريخ الأرض أرض استهدفت الأحياء السكنية والبنى التحتية من مشافي وأفران ومراكز خدمية، وسقط على إثرها أكثر من 250 شهيداً ومئات الجرحى بينهم حالات خطرة في ظل حصار فرضته قوات الأسد على المنطقة من أكثر من 5 سنوات.
عذراً التعليقات مغلقة