دعت فرنسا وبريطانيا، يوم الثلاثاء، المجتمع الدولي إلى تحرك سريع لوقف مأساة سكان الغوطة الشرقية بريف دمشق ومحافظة إدلب شمال غربي سوريا.
ويعيش في الغوطة الشرقية أكثر من 400 ألف مدني، التي تحاصرها قوات الأسد ومليشياته منذ عام 2012، وتحاول اقتحامها بشكل شبه يومي إلا أن ثوار الغوطة تصدوا لجميع محاولات الاقتحام وكبدوا قوات الأسد وميليشياته خسائر كبيرة على مدى الأعوام الماضية في الأرواح والعتاد.
وقال مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، لصحفيين في مقر المنظمة الدولية بنيويورك: “أعتقد أن الوضع كما نراه في الغوطة الشرقية ومحافظة إدلب، أمر غير مقبول، هناك مأساة إنسانية تحدث أمام أعيننا، وأمام أعين المجتمع الدولي. الوضع يزداد سوءا يوما بعد آخر”.
وبلغ عدد الشهداء جراء قصف قوات الأسد لمدن وبلدات الغوطة الشرقية، منذ بداية شهر كانون الثاني الجاري، عشرات الشهداء بينهم العديد من النساء والاطفال، ومئات الجرحى، بحسب مراسل حرية برس في الغوطة الشرقية.
فيما سقط عشرات الشهداء والجرحى والجرحى في محافظة إدلب، جراء تعرضها، منذ أكثر من أربعين يوماً، لهجمات جوية مكثفة تشنها طائرات الأسد والعدوان الروسي، بحسب الدفاع المدني.
وأردف ديلاتر: “ندعو إلى رد فعل قوي من المجتمع الدولي. لا يمكننا أن ننظر بعيدا عن مواجهة هذه المأساة. قبل كل شيء نحن بحاجة إلى معالجة المأساة الإنسانية في الغوطة الشرقية وإدلب”.
وحول موقف باريس من المؤتمر في مدينة سوتشي الروسية، قال السفير الفرنسي: “وجهة نظرنا هي أنه ليس هناك بديل عن مسار جنيف، بقيادة الأمم المتحدة”.
واستطرد: “إذا أردنا النجاح في جنيف هناك أمران يجب القيام بهما. أولا نحن بحاجة إلى معالجة المأساة الإنسانية في الغوطة الشرقية وإدلب، وثانيا يجب على نظام الأسد أن ينخرط بجدية في المناقشات والتفاوض، وهو ما يرفضه حتى الآن”.
بدوره، مندوب بريطانيا، جوناثان ألن، إن إن “نظام (بشار الأسد) يستخدم المساعدات الإنسانية كسلاح للحرب عبر تقييد الوصول إلى السكان المحاصرين في الغوطة الشرقية”.
وتابع، خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن الوضع الإنساني في سوريا، أنه “لم يتم أي وصول إنساني إلى المنطقة خلال شهر كانون الأول الماضي بأكمله، فيما يعاني نحو 12% من الأطفال دون سن الخامسة في الغوطة الشرقية من سوء التغذية الحاد”.
ودعا ألن “كل الأطراف التي بإمكانها التأثير على نظام الأسد إلى استخدام جميع سلطاتها للسماح بوصول المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق إلي الغوطة الشرقية”.
واتهم نظام الأسد بالتلكؤ في الاستجابة لمطلب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الخاص بتسيير ثلاث أو أربع قوافل تابعة للأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري أسبوعيا عبر الخطوط الأمامية لتقديم المساعدة لنحو 2.5 مليون شخص في المناطق المحاصرة (من جانب قوات الأسد)، والتي يصعب الوصول إليها، بينها الغوطة الشرقية.
ويتواصل القصف على الغوطة الشرقية وإدلب رغم وقوعهما ضمن مناطق خفض التوتر، التي تم الاتفاق عليها في محادثات العاصمة الكازخية أستانة، العام الماضي، بضمانة كل من تركيا وروسيا وإيران.
عذراً التعليقات مغلقة