يكثف موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك جهوده لمساعدة الأشخاص الذين تراودهم فكرة الانتحار عن طريق استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد الأشخاص المهددين بأفكار شبيهة. ورغم أن الأمر ما زال معقدا بعض الشيء من ناحية الخصوصية، إلا أنه قد يكون فعالا حقا لتقليل عدد الأرواح التي تزهق سنويا بسبب الانتحار.
إن تجربة الاكتئاب أو الإصابة بأنواع مختلفة من الأمراض العقلية أمر متعب لكثير من الناس، خاصة من لا يملكون المحيط الداعم لمساعدتهم على تجاوز هذه الأزمات. مع صعوبة الوصول إلى أشخاص يخففون من وطأة الاكتئاب لدى من يعانون منه، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة لهم لإطلاق نداءات المساعدة، لذا ظهرت الحاجة لمساعدة اليائسين عبر تلك المواقع.
إذاً كيف سيقوم فيسبوك بمساعدتهم؟ عن طريق تشجيعهم على إخراج مكنون أنفسهم من الأفكار السلبية التي قد الانتحار أحدها. وضع موقع فيسبوك الخطوات التي سيقوم باتباعها لتزويد المقدمين على الانتحار بالمساعدة التي يحتاجونها، متخذا من الذكاء الاصطناعي وسيلة أساسية للتعرف عليهم بتحليل محتويات منشوراتهم أو مقاطع الفيديو التي يقومون بنشرها والتي قد يعبرون من خلالها عن فكرة الانتحار التي تراودهم، ثم تعيين أشخاص للرد على تلك المنشورات بمحتوى يحذر من الانتحار أو أي نوع من محاولات إيذاء النفس.
يذكر أن فيسبوك أخضعت هذا النظام لمرحلة الاختبار في الولايات المتحدة الأمريكية منذ شهر، وقد عملت مع فريقها على 100 حالة مماثلة حيث تم تبلغ الجهات المسؤولة لمساعدة الحالات التي استعصى إقناعها بالتراجع عن تلك الخطوة. سيتم في الفترة القادمة استخدام هذه التقنية في كافة دول العالم عدا دول الاتحاد الأوروبي لدواع حقوقية وأمنية تمنع الشركات من استخدام المعلومات الخاصة بمستخدمي الشبكة العنكبوتية.
لكن وإلى جانب كل تلك الآثار الإيجابية التي ستتركها هذه التقنية، ما زالت هناك نتائج سلبية تستحق الذكر. ففيسبوك سيكون بمثابة سلطة تتحكم بما يقوله مستخدموها، ومع أن تلك السلطة ذات نية طيبة بالتقليل من أعداد المقدمين على الانتحار إلا أنها ستنتهك خصوصية مستخدميها بشكل أو بآخر.
ورغم أن الانترنت قد يشكل جهة دعم لمستخدميه، ما زالت بعض الدارسات تقترح التكنولوجيا كسبب رئيسي لمفاقمة مرض الاكتئاب في عصرنا الحالي.
عذراً التعليقات مغلقة