من جديد وللمرة الثانية خلال شهر، “ذيل الكلب” يحاول جاهداً أن يمنحه صاحبه بعضاً من حنان.
بوتين الروسي يقوم بزيارة خاطفة لما يعتبره جزء مكتسب من سوريا لصالح قواته في حميميم، وكانت الصورة خير معبر عن الوضع المزري الذي وصل إليه الأسد، حيث تم استدعائه من قبل الروس ليس لإجراء مشاورات بل لتلقينه التعليمات الروسية بخصوص الحل القادم وفقاً للرؤية الروسية، والمتتبع للصور التي تم بثها من على أرض المطار المستباح روسياً والذي أعلن منه بوتين عن انتصاره على الأرهاب يدرك جيداً أن الحل القادم سيكون حلاً روسياً بمساعدة كل من تركيا وإيران، إلا أن هذا الحل لن يكتب له النجاح أو أقله سيكون حلاً مؤقتاً لحين بدء عمليات المقاومة لدحر المحتل الجديد وجيوبه على الأرض السورية، فالعجرفة التي مارسها بوتين اليوم في حميميم تُرعب الأسد وأعوانه، إلا أنها تشعل شرارة المقاومة لدحره وبأسرع مايمكن، هذا الصلف الروسي وهذا الإحتقار الذي مارسه بوتين اليوم لن يزيدا في شعبنا إلا القوة والعزيمة لدحره مع قواته من فوق أرض الوطن.
كما أن الإعلان الروسي عن تحقيقه النصر على الإرهاب يناقض ماتم طرحه في أنقره خلال لقائه مع أردوغان عن الإتفاق على مناطق خفض التوتر وتوسيعها، وهذا الإتفاق هو إعتراف ضمني أن هناك ثورة شعب حقيقية، يرغب في الحد منها عبر الإلتفاف عليها من خلال تعاونه مع من يظن أنهم داعميها، فكيف لعاقل أن يعلن نصراً على إرهاب وفي نفس اليوم يعلن أنه يحاول مع شركائه توسيع مناطق خفض التصعيد؟ ومع من سوف يتم “خفض التصعيد” إلا مع شعب ثائر على نظام مستبد مجرم والذي سوف تضاف له مهمة إضافية هي مقاومة المحتلين الجدد؟!
إن العجرفة البوتينية اليوم ومن يقرأها جيداً يدرك أنها عجرفة مهزوم، وهو من خلالها يريد توجيه رسالة داخلية لشعبه قبيل الإنتخابات القادمة، بأنه قواته في سوريا تمارس مهام إنسانية جليلة، هي القضاء على منظمات إرهابية ذات خطر عالمي، وقد انتصرت قواته عليها، وبالتالي حان موعد عودتها إلى ديارها، ولكن الحقيقة هي أن قواته تكبدت خسائر فادحة، وهو لذلك يريد سحبها، أو كما قال سحب جزء منها كي يضع حداً لانتقادات معارضيه في الداخل الروسي قبل موعد الإستحاق الرئاسي المقبل.
من هنا.. وانطلاقا من هذا الإعلان الروسي المتناقض مابين نصره ومابين توسيع مناطق خفض التوتر، على المعارضة السورية أن تتمسك بشروط الحفاظ على جوهر الثورة وهدفها، وهي استبدال نظام الإستبداد بكل مكوناته ومرتكزاته وأنها ثورة شعب ضد ظالميه، وليس كما إدعى الروس وحلفاؤهم بأنها مؤامرة على سوريا لحرفها عن ممانعتها، التي انكشفت أكاذيبها، بدءا من الاحتفاظ المتكرر بحق الرد ضد الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة خلال السنوات السبع من عمر الثورة، وإنتهاء بالصمت المطبق حيال إعلان ترامب أن القدس يجب أن تكون عاصمة لإسرائيل.
إن الفرصة اليوم هي فرصة النصر الحقيقة للثورة في حال استطاعت المعارضة توحيد جهودها وتمسكها بمبادئ الثورة، لذا المطلوب اليوم من قوى المعارضة التماسك وإشراك شباب الثورة ومنسقيها في الداخل، وخاصة من مناطق خفض التوتر لتوجيه رسالة صارمة للجميع بأننا أصحاب حق مشروع في التخلص من استعمارنا الداخلي.
عذراً التعليقات مغلقة