لجين المليحان ـ درعا ـ حرية برس:
الإدمان على المخدرات ظاهرة اجتماعية جديدة دخيلة على المجتمع السوري، تفشت هذه الظاهرة بسبب مايعانيه الشعب السوري من ويلات الحرب الضارية والصراع السياسي والأهلي والفوضى العارمة في ظل غياب الرقابة، ولا ننسى السبب الأهم و هو طمع تجار المخدرات ومافيات الحرب وخصوصا من قبل حزب الله اللبناني الطائفي الذي يعتبر سورية سوقا لترويج منتجاته من المخدرات وبذات الوقت أداة لتدمير الشباب السوري.
انتشرت هذه الظاهرة في المناطق المحررة الواقعة تحت سيطرة المعارضة ومنها درعا، القريبة من محافظة السؤيداء طريق الحرير للمخدرات من لبنان إلى السويداء وصولا لدرعا.
ولكثرت المخدرات والأسباب التي دفعت الأشخاص لتعاطيها، فلقد تم إفتتاح مركز لمعالجة الإدمان والعودة بالمصابين إلى طبيعتهم بحسب الإمكانيات المتاحة، ومقره مشفى الطيبة بمحافظة درعا، الذي تم إنشاؤه في الشهر الخامس من العام الجاري بجهود شخصية، وذلك نظراً للواقع الذي تعيشه المنطقة، فإن الغرض منه هو تقديم الدعم النفسي للمصابين وعلاجهم لتخلص من الإدمان على المخدرات.
يوضح الدكتور علي الحاج علي لـ”حرية برس”: أنه يتم التعامل مع المصابين عبر منهاج عالمي(برنامج رأب الفجوة في الصحة النفسيةMHGAP)، حيث يتم إدمان فئات من الشباب على عدد كبير جداً من المخدرات أو الأدوية المنشطة أو الأدوية المسكنة المركزية والقنب، ويضيف الدكتور علي الحاج، نتعامل مع هذه الفئات بشكل أكاديمي عالي الدقة، ولقد تعافى عدد كبير من المصابين الذين تم قبولهم بالمركز، وهناك بعض الأنواع التي لانستطيع التعامل معها كالإدمان على مادة( الهروئين) وذلك بسبب عدم توفر المواد البديلة للعلاج مثل( الميتادون)، وهي مادة صعب الحصول عليها من مناطق الجوار وليست موجودة بالسوق المحلية.
يذكر لنا الدكتور علي أن عدد المصابين في المركز الذين تم استقبالهم حوالي 35 شخص، تم تخريج 24 شخص بحالة جيدة وشفاء تام، منهم 20 شخص تتم متابعتهم في بيوتهم بعد التخرج لمراقبة وضعهم مع عائلاتهم و المجتمع المحيط، ولكن بعضهم عاد إلى الإدمان بسبب عدم توفر البيئة الحاضنة لهم بعد خروجهم وعدم توفر فرص عمل.
ويقول الدكتور الحاج علي، أن السبب الذي يدفع هؤلاء الشباب لتعاطي هو إصاباتهم أثناء المعارك وعدم القدرة على علاج الإصابات والتي تحتاج إلى مسكنات مركزية مثل الترامادول (مسكن ألم مركزي)، و التورمادين الديازيبام (يستخدم غالبا لعلاج القلق وآلام العضلات)، أما البقية بسبب وجود مروجين للمخدرات في المنطقة وسهولة الحصول عليها وبثمن رخيص كمادة الحشيش يتم إدمانهم.
إن معظم المصابين الذين قدموا إلى المركز جاؤوا طواعية لرغبتهم في العلاج والشفاء من آفة العصر، وهم مستعدون للعلاج الكامل بجميع أنواعه السلوكي والإجتماعي والدوائي من خلال أطباء ومرشدين نفسيين واجتماعيين، ولاقت طريقة العلاج تجاوب كبير وتتراوح فترة العلاج من اسبوعين إلى 6 أسابيع.
يفتقد المركز لمعالجة الإدمان إلى الإمكانيات الكافية، وهو بحاجة إلى الدعم وتكاتف الجهود للمسير قدماً نحو مجتمع صحي خالي من المدمنين.
عذراً التعليقات مغلقة